أيها السيد* مثل طيف بعيد أراك, مثل وجهٍ حليبي أتنفَّسُه, مثل أبي بكر أو علي, أو شيخ يدخل الجنة بغير حساب.. أو قل مثل ذلك النائم تحت التراب برائحة دموعه* مِثله أنت, ومِثلي أنا كنت أمسح عينيه وألج إلى حضرته المُحمَّدية بأباريق الزعفران..
أيها السيد..
أُخرج إلينا لنكبِّر الله كثيرا, ونذكره كثيرا, أخرج بجبتك, بهيبتك, بأنوارك, بصوتك الرخيم, بريقك المبارك, أخرج..
ألم تنته بعد من مناجاتك؟ أم أن ثقل الأسفار والأمانة قد أعياك؟!! هيا احمل إلينا رعودك وبروقك, اقلب جبتك وانظر إلى السماء وابتسم, كن مفردة هذا الزمان وبخور هذا المكان, كن قِبلة الإيمان حين ييمِّم وجهه, وابعث فينا ما تشاء من ضجيج البكاء شوقا فنحن رهن نشيجك وابتهالك الذي ذوَّب طين القلوب فينا, وعمد إلى كل خلية فأحياها من جديد, حتى ظننا بأنَّا نقف بين سارية من سواري مسجد الحبيب صلى الله عليه وآله.. ننصت للتكبيرة الأولى, وللبشارات الربانية, وللذكر المحفوف بالبهاء, نشمُّ رائحة الورد المحمَّدي وقد صبغوا به رجال الله : بياض ثيابهم و ندى لحاهم, خاطفين الأبصار بعمائمهم البيضاء.. وكأنا قد وصلنا بصحبة الأطهار إلى حوض كبير, مقاومين لحظة التَّلهف تلك بتأميننا على دعاء ختم القرآن* في أجمل ليلة من ليالي رمضان المبارك..
•· السيد إبراهيم الخليفة إمام مسجد الدّبس في منطقة الكوت
•· والدي الشيخ محمد الملحم رحمه الله وقد كان صديقا حميما للسيد
•· إحياء ختم القرآن وليلة القدر وهذا ما يُميز مساجد الأحساء عن غيرها من المحافظات فيما تتميز ختمة السيد عن سواها
بلقيس الملحم
|