• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حقائقٌ دامغةٌ يجبُ أن تقال .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

حقائقٌ دامغةٌ يجبُ أن تقال

إن أي إنسان متسلح بالصراحة والمكاشفة والشجاعة والمنازلة لا يختفي تحت أغطية الملق والنفاق ,  إنما يجاهر وبكل الصدق والاندفاع بالحقائق الثبوتية الدامغة ,  ولا تأخذه بالحق لومة لائم ,  لأنه مؤمن إيمانا يقينيا بجوهر الدين وإرادة الشعب وسمو المبادئ ... فأي مجتمع في العالم تبرز فيه نخبة متجذرة في تربة الوطن و الحقائق وتحقيق طموحات الجماهير وصيانة البلد ,  فان هذا المجتمع يسير من حسن إلى أحسن ,  ومن رائع إلى أروع ,  ويحتل حضورا متميزا ومتفردا في رحاب الشعوب المتطلعة إلى عالم تسوده السيادة والعدل والاستقلال والنهوض .
إن الحقائق لا يمكن أن تتظل فريسة للمغرضين والمتآمرين والنفعين وكل قوى الشر ,  وان الحقائق الدامغة تُخرس الألسن الوقحة ,  وتبدد الغيوم عن كل ما هو مخبأ ومستور , وعندنا في عراقنا المبتلى حقائق ناصعة تلجم كل الأفواه الأجيرة,  وكل العناصر المتاجرة بالدين والوطن والإنسان والإنسانية والمبادئ الحقة ,  فالحق والحقيقة يعلى ولا تعلى عليه يد .
ما أكثر  ما كتب عن الحالات السلبية والظواهر المدانة والأساليب الخبيثة ,  فإننا قد غرقنا بطوفان هائل من الأفكار المتضاربة والآراء المتناقضة والحجج المختلفة وهذه كلها منطلقة من مصالح وأغراض نفعية وشخصية .
إن تيارا جارفا من المظاهرات الصاخبة ,  والمقالات الحادة والملتهبة ,  والتصريحات الثورية المحقة ,  والآراء المتحدية للباطل والباطلين , كلها تمتلك الصدق والمصداقية إزاء هذه الحكومة المدانة التي لم تحقق للشعب سوى الوعود المجانية الزائفة والادعاءات المقصودة والتقشمر الرخيص ,  فإنها طيلة هذه المدة عاجزة عن تحقيق ابسط المتطلبات ,  فها هو الأمن مربك بين مد وجزر ,  وها هي المحسوبية والمنسوبية طاغية في التوظيف ,  وها هي الإجراءات الأمنية التعسفية لا ترتكز على معلومات ثابتة إنما تستند إلى المخبر السري الذي لم يتورع عن إلقاء الضرر والإدانة لكل ما هو بريء لقاء إثمان معروفة ,  وها هي الخدمات العامة معدومة , فأين الكهرباء المطلوبة ..؟؟ وأين الماء النقي..؟؟  وأين الدوائر الخالية من الرشوة والارتشاء والتزوير..؟؟ وأين عدالة توزيع الوظائف بين المواطنين..؟؟ فالذي يعين في أي دائرة حكومية إما أن يكون منتميا إلى الأحزاب الكبرى ,  وإما أن يدفع رشاوى,  وأما أن يكون احد أفراد عائلته وعشيرته أو مجتمعه في المناصب العليا في الدولة .
 إنها لمهزلة ما بعدها مهزلة , وإنها لمظلمة تمزق الكبد , وإنها لجناية لم ولن يغفرها التاريخ , وإنها استهانة بهذا الشعب العظيم , وإنها لمسرحية هزيلة بنصها وتمثيلها   , وإنها لمسلسل مشين ومؤلم  لا تنتهي فصوله ..  وهل أن كلامي هذا مخالف للحقائق الدامغة والوقائع  الأكيدة..؟؟  والتي لا يتجادل فيها اثنان ,  إنني عندما اطرح هذه المعضلات وهذه المخازي والماسي إنما انطلق من مباديء الوطنية الحقة ,  والمواطنة النظيفة والاهداف النقية ,  علما بأنني امتلك تاريخا مشرفا وساميا يشرف أكثر الذين تربعوا على كراسي الحكم , وان تضحياتي و جهادي وكفاحي ضد صدام وحزبه  يعرفه الأعداء قبل الأصدقاء ,  ولكنني للان لم استفد ولم اجني شيئا من حقوقي المشروعة ,  فليس عندي دارا ولا وظيفة لا أنا ولا واحد من أفراد عائلتي ,  ولكنني مع كل هذا وذاك راسخ في تربة الوطن ,  ومتطلع إلى عراق تسوده العدالة والإنصاف والأحقية هذا هو مرادي وغايتي , أما طموحاتي الشخصية فانا مطلق لها في هذا الخضم المتلاطم من المصالح الذاتية والمناصب الشخصية والمنافع الذاتية .. إن كل الشعب العراقي يقول أن حكومتنا المدانة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها لأنها غاطسة في بحر من السلبيات والتجاوزات والمخالفات ولا يهمها سوى منافعها الشخصية التي لا تعرف الحدود . ومن يقول عكس هذا فليطرح ما يمتلك ويعرف من انجازات ومعجزات وإسعافات وطموحات كبيرة حققتها هذه الوزارة الهزيلة والغير منسجمة والتي تجتر فيما بينها النفاق والتستر المفضوح والمجاملات الرخيصة وشراء الخواطر , فان كل ما أقوله منطلق من حرصي الأكيد على هذا الوطن المبتلى .
إن من يتتبع المسلسل العراقي يجد أن الساحة العراقية تعج بالمنافقين والافاكين والإعلاميين والكتاب الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان لكل قوى الشر والبهتان ,  وان الشعب العراقي العريق بالأصالة والوعي والمتابعة يعرف كل شيء ولحد الآن لم يفصح  ويفضح عن كل شيء ,  ولكنه إذا انفجر دمر ,  وللصبر حدود ,  فالشعب يمتلك إرادة مستمدة من إرادة الله ,  وان طوفانه الكاسح سوف يكتسح كل الرؤوس المعشعشة بالتأمر والرخص والغباء والانتهازية وكل ما هو قذر ومدان .. إننا نروم حكومة وطنية مخلصة وخادمة للشعب ,  وبرلمانا يوفي بوعوده وعهوده ويكون بحق لسان الشعب الذي انتخبه ووضعه في هذه المناصب وامتاز بالرواتب الهائلة  و الامتيازات الكبرى التي لا يرضى بها الله والتاريخ والشعب وكل إنسان يمتلك عقلا متوقدا وضميرا حيا  ,فأقولها للتاريخ وأمام الله والإنسانية والضمير بان كل نائب في العراق لا يستحق أكثر من 3 ملايين راتبا مخصصا له وهذا كثير وكبير عليهم إذا ماذا قدم النواب للشعب ..؟؟ إنهم يتهالكون على مصالحهم ومنافعهم الذاتية ,  ويتاجرون زورا وبهتان باسم الشعب الذي فضحهم ونبذهم ,  فصدقوني إذا أجريت انتخابات جديدة فلم يبقى منهم في البرلمان سوى 25 من 325 نائبا ,  والدورة السابقة قد أكدت لنا بان الذين بقوا في البرلمان هم 62 من 275 نائبا , وهذا دليل قاطع بان الشعب عرفكم حق المعرفة أدعياء وكذبة ودجالون وتتجارون باسم الشعب ظلما وعدوانا ,  فماذا صنعتم  ..؟؟ وماذا حققتم..؟؟ اللهم قد حققتم الكثير الأكثر لجيوبكم ومصالحكم فتبا وسحقا لكم .
لقد أتعبنا أنفسنا بالكتابة عن حل الوزارة والبرلمان لأنهما اسم بدون جسم ,  وجثة بلا روح ,  فلم يستفد الشعب منهم أي نفع أو فائدة ,  إنما بقوا أرقاما شاحبة بلا مضمون ,  هذه هي حقيقتكم يا قادة العراق المنكوب منكم ,  فماذا قدمتم من انجازات ومعجزات لهذا الشعب الذي خدع بكم..؟؟ وسوف يقذفكم قذف النواة في الانتخابات القادمة وكل آت قريب والمستقبل كشاف .

majidalkabi@yahoo.co.uk




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6206
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13