أُكتبْ قصيدَكَ في ظلام سجون ِ
وأطلقْ بيانَك في رؤىً بشجون ِ
هذا أبو الصبر الطويل،معَذَّباً
عاشَ الحياة ، بحسـرة ٍ وأنين ِ
ما فارقَ الإيمان،حين تألّقتْ
نفسٌ لهُ ، إلا اهتـدى بيقين ِ
ما ساومَ الغـُسّاقَ .. أ ُفقٌ ناصعٌ
ليلٌ يضـئُ بصبحه ِ المحزون ِ
صلـّى إلى الله العظيم،مطأطئاً
هاماً إليه،على مَهاب جبـين ِ
يتحمَّلُ العبءَ الثقيـلَ،لربِّه ِ
يشكو العذابَ،بصمته ِ المخزون ِ
تعلوهُ آثارُ السياطِ كأنـَّها
أفعىً تبثُ ســمومَها بجنين ِ
لو شاء يشكو، لا يُبارِحُ ربُّهُ
الشكوى إليه ِعلى جناح أمين ِ
أو شاءَ ربَّا ً مِنْ سماءِ خشوعه ِ
يشكو إليهِ ظليمة َ المسجون ِ
هذا أبو الحبسِ الطويل، وكلّما
طالَ الغيابُ بحبسهِ المقرون ِ ..
في حبسِ يُونُسَ ـ لم يكنْ بمغاضبٍ ـ
يوماً،ولا أفنى الهوى بظنون ِ
أو مثلَ أهلِ الكهْفِ في خلواتهم
نأياً عن الزمنِ الخنا المأبون ِ
أو مثلَ يُوسُفَ،إذ يفضِّلُ سَجْنـَهُ
عنها،وقد راغتْ بسحرِ مجون ِ
همْ هـــؤلاءِ الأتقياءُ تعذَّبوا
كي يسـتقيمَ المؤمنونَ بدين ِ
حتى إذا حُمَّ الحِمَامُ تنازلتْ
كلُّ الحياةِ بلحظة ٍ لسـكون ِ
إنْ كانَ سُمَّا ً، أو يكون مقاتِلا ً
للطالبييّنَ الأُولـــى بمنون ِ
تمضي ، وتمضي النائبات ُ وكلّما
تمضي،الطغاةُ سيرحلونَ بحين ِ
لكنّما اللهُ البقــاءُ ، وموقفٌ
مخز ٍ يظل ُّ، وآخرٌ، لقرون ِ
هذا أبو الكظم المهيب،بهاشِم ٍ
موسى الكليم .. بسجنهِ ذو النون ِ
حيـّا ً يعيشُ على القلوبِ موَدَّة ً
طفنـــا عليهِ محبَّة ً بجــنون ِ
نهوى إمامَ الرافضينَ لحاكم ٍ
طاغ ٍ.. يعيثُ مفاسِدا ً في الدين ِ !
((من قصائد ديوان الحر بن يزيد الرياحي ـ رضوان ربي عليه ـ))