منذ منتصف القرن المنصرم والجامعات العراقية تعاني من قلة توفر الأساتذة الأكفاء الذين يستطيعون أن يلعبوا دورا مهما في حياة الطلاب، فالمكافآت والمحسوبية والمعارف قد تسلقت ظهر التعليم في العراق على حساب الطلبة المجتهدين، فأصبحت معدلات الطلبة المتميزين في الجامعات الحكومية اقل بكثير من معدلات الطلبة أصحاب الوساطات والانكى من هذا كله باتت اقل من معدلات الطلبة في الجامعات الأهلية.
دائما ما نشاهد افتتاح جامعات حكومية جديدة تضاف الى زميلاتها, إضافة الى افتتاح كم هائل من الجامعات الأهلية في الوقت الراهن, حيث أدى هذا الكم الهائل الى فتح أبواب القبول على مصراعيها والذي سيؤدي بالتالي الى هبوط مستوى التعليم لا الى ارتفاعه.
هذا العدد الكبير من الخريجين الحاصل على الشهادة الأكاديمية من الجامعات, لا يستطيع أن يعمل بما تعلمه من الكلية على حياته العملية، بسبب تسللهم الى الجامعات عن طريق الطرق الملتوية فانخفض مستوى التعليم حينها الى درجة كبيرة، وبهذا ضاعت الفائدة المرجوة من الجامعات.
لعل هذه التجارب التي نعيش فيها اليوم والتجارب السابقة جعلت من الواجب على المختصين أن يغيروا سيناريوا التعليم في الجامعات، ويقلصوا عدد الجامعات الأهلية الغير رصينة التي تمنح الشهادة الأكاديمية المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي، والأجدر بالوزارة اليوم أن تأسس نظام تعليمي عالي يفتح أبوابه للكفاءات العالية التي تساهم في رفع مستوى التعليم بل بمستوى البلد كليا لا لمن يدفع الهدايا والأموال، ليزدان العراق بالشهادات الحقيقية لا المزيفة.