رغم اننا نميل الى التفاؤل بان العراق سيتعافى ، وأن هذه الغُمة ستزول عنه عاجلا أم اجلا ، وأن أهل العراق يجمعهم حبه والحرص على كيانه ووحدته ، بعد أن عصفت به رياح الفرقة ، ونال منه الأعداء مقتلا ، نتيجة تعدد الاجندات الموجهة لتقسيم هذا البلد ، والتي تحظى بتاييد ومباركة الجيران العرب ، فقد اختلطت الأوراق ، وضاعت علينا الرؤى المستقبلية ، وكيف يعمل هذا الذي يدّعي انه صديق للعراق ، وذاك الذي يدّعي انه شقيق ، غير أن الواقع المرير يشير الى غير ذلك ، فقبل دخول داعش الى العراق ، عمل شيوخ الفتنة وبكل ما اوتوا من قوة ، الى الوقوف ضد استقرار العراق وبنائه وتقدمه ، وتحالفوا مع البعث والشيطان والقاعدة ، ليفشلوا أية عملية لاستقرار البلد وازدهاره وتقدمه ، فجهزوا المفخخات والمطايا المفخخين ، وزرعوا العبوات ، وجهزوا المرتزقة بالكواتم ، وأمدوهم بالعدة والعدد ، فقتلوا وفجروا ودمروا ، ودعوا من على المنابر ومنصات الساحات الى قتال العراقيين مع بعضهم ، واشاعوا الفوضى وبثوا الكراهية ، وافتوا بما يغضب الله ورسوله ، وارتكبوا المعاصي ، وانتهكوا الحرمات ، حتى تقطعت أشلاء العراقيين في المساجد والأسواق والشوارع والساحات ، والأماكن العامة وملاعب الرياضة ومراكز التطوع ، ومدارس الأطفال وملاعبهم ، وقد سالت دماء غزيرة للعراقيين بسبب شيوخ انحدروا من محافظات وفيت للمجرم صدام ، حتى سماها محافظات الوفاء ، لقد أغدق عليها العطاء فاشترى منهم ضمائرهم ، فاصبحوا يلبسون العقال على الرأس وينزعون الضمائر والشرف ، وغدوا على رؤوس عصابات القتل والدمار. هؤلاء الشيوخ الذين لعبوا دورا تخريبيا بتحريض الناس على قتل بعضهم البعض ، وعلى إشاعة التمييز العنصري والقومي والطائفي ، شربوا من كأس البعث القذر ، ولعقوا دماء الضحايا ، حتى نزع احدهم ثوب الإنسانية ، فلم يعد انسانا ، انهم بلا قيم ولا دين ولا مبادئ ، لكنهم فاعلون ومؤثرون ، يدعمهم سياسيون تسلقوا الى السلطة والبرلمان ومراكز القرار ، فكانوا حماة لهم ، مدافعين عن افعالهم القذرة ، مبررين مايحصل بأنه نتيجة التهميش ، واليوم بعد ان دخلت عصابات داعش العراق نراهم يهرولون لمبايعة خليفتها المأبون ، ويقبلون اياديه واحذيته ، مقابل دريهمات يرمي بها اليهم ليركعوا امامه طائعين ، مؤيدين لدولته وجرائمه ، وسبق لهؤلاء ان التقطوا الدريهمات التي رماها اليهم الامريكيون ، فتقاتلوا عليها ، وكانوا يدّعون المقاومة ، فاذا هم عملاء ، لاتخدعنا اثوابهم وازياؤهم ، فتحت هذه الاثواب قاذورات وعفن ، ظهرت وجوههم الكالحة في فديوات انتشرت بشكل واسع ، وهم في تجمعات يعلنون فيها الوفاء والبيعة والتأييد لداعش وخليفتها ، حدث هذا من قبل شيوخ الموصل ، وشيوخ صلاح الدين ، واليوم يحدث مع شيوخ الانبار ، عندما اجتمعوا على الرذيلة ، بتأريخ 20/4/2015واصدروا بيانهم ، الذي اعلنوا فيه بيعتهم لداعش ، ووصفوا الدواعش بأنهم اخوان لهم ، وسندهم في محاربة الجيش العراقي والحشد الشعبي ، متى ينظف البلد من هذه الحثالة التي لا تمتلك الشرف ..؟ بعد ان فقدت كل شيء . فمن ينتمي الى داعش لا شرف له ، ومن يبايع داعش لادين له ، ومن يصطف مع داعش لا قيم له .. فهم متآمرون على العراق والعراقيين ، ويعملون على استمرار تدفق شلال الدم ، فماذا ننتظر من جيشنا العراقي الباسل غير قطع هذه الرؤوس الخاوية ، ودك اوكارهم ، وسحق جموعهم ، فلا صلح ولا مهادنة ولا حوار مع شيوخ باعوا انفسهم لقتلة العراقيين ، ولا سلام لمن عملوا منذ عام 2003 على هدم أركان الإسلام ، وكانوا قبل ذلك فدائيين لصدام .
القاهرة