سار نحوها وهو يعلم جماحها, فقد كانت محط أنظار الفرسان, حاولوا أن يضعوا كبوات مصطنعة, لكنه سيطر عليها دون ملل, فكانت طوع قيادته لأنها علمت صدق نيته.
كأني به وقد حاربته كهنة المعبد, يقول: (( أجعلوني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )), فقد تكهن بالرؤيا ولم يستفته أحد بها, سبع سمان تأكلهن سبع عجاف, فلم يحبس علمه, وهو بريء الذمة لأنه حورب بما لم يحارب وزيرا قبله, وكهنة المعبد يعلمون انه سوف يسفه آلهتهم, ويحارب فسادهم, ويقطع عليهم طريق المخطط القذر, بتدمير اقتصاد العراق, ليحطموا كل مقدراته في درء العدوان, فكانت وزارة النفط سلاح شهره عبد المهدي في وجوههم.
هنالك خلف كواليس الفتن, وتحين المأزومين سهو عقول الجهال, وهوى الشيطان الذي لا يسمح للعقول المريضة أن تتعافى, ظهرت بنادق الظل, التي اغتالت نشوة العزف على وتر المجاعة, وتحطيم البلد اقتصاديا.
عقول تعدى تأثيرها صواريخ عابر القارات, فحطمت دول عظمى دون بهرجة إعلامية, وحفظت لشعبها هيبته, بعد أن راهنوا على إن شقراء العراق لم تعد قادرة على تخطي انخفاض سعر البترول, وكانت معركة البترول أشد وقعة من المعارك الميدانية, ولكن فارسها يعلم بأنه قادر على تخطي الأزمة, فسعى إلى بلوغ أعلى مستوى للإنتاج رغم الظروف الصعبة, ورغم سلاح الإعلام القذر, الذي أراد أن يحول دون ذلك.
تشابهت أفعالهم ذرية بعضها من بعض, فنهر الغراف الذي أحيا نخيل الضفة, وحفظ كرامة تلك النخلة الشامخة, يوازيه نهر البترول الذي ساهم به أبن عبد المهدي, وحفظ كرامة العراق وأنتصر في معركته الاقتصادية.
لقد أمتطى صهوتها رغم جماحها, وذلل تلك الأزمة, وكان بإمكانه أن يصور نفسه معها, ويستأجر الإعلام القذر ببعض ريعها, ليمجد به خلف كواليسها, ويترك سفينتها وفق ما تشتهي الرياح, كما فعل سابقه, و أوكل مهامها إلى وزير الطاقة, عذرا هل كانت وزارة النفط سابقا تقاد من قبل وزير؟! لم أتذكر أسمه رغم إنني من منتسبي تلك الوزارة! نعم لعله الشهرستاني فكثيرا ما سمعت به, وقد كان صادقا في تصدير الكهرباء!
إلى السيد عادل عبد المهدي مع التحية.
أنت لست قائدا, لأنك ركبتها صعبة فذللتها
أنت سارق, لأنك سرقت نشوة الانتصار من أعداء شعبك
أنت شروكي, لأن لديك غيرة لم تضعها في ثلاجة
ولكنك في عين السماء فلا تحزن
هكذا هو الزمن, كنا نفتقد البدر في ليل الدجن, وكان المصباح في غرفة سراق الليل وزناته, فكلما دخل عليهم شخصا خرج وهو مكتنز متناسيا عهر الغرفة, فمجنون من يخرج ليعلن إن هناك من أحتكر الضياء, حتى أزال ستارها, و أخرج ضوئها, فعمدت الزانية لتكثر الصراخ محاولة ستر فعلتها, وحاول السارق حجب النور متهما من أخرجه بجلب العمى لشعبه, فما عميت الأبصار ولكن عميت البصائر. |