كلما تشتد المصاعب تتضح معادن البشر ,وفي بلد كالعراق متقلب في المزاج بشتى المجالات تكون المصاعب اكبر , وبريق معادن الناس اكثر وضوحاً , وفي رياضتنا العراقية كواحدة من امزجة هذا البلد فان معادن العاملين فيها يجتاحه المد والجزر ولا تستطيع ان تميز من هو الاكثر بريقا على الدوام , ويصعب جدا في رياضتنا ان تبقي رايك دائما بهذا او ذاك واحداً ولا يتغير , فقد عودتنا الرياضة كشقيقتها السياسية ان اصحاب السعادة في رياضتنا تتغير مواقفهم وامزجة مصالحهم وفقاً للمصلحة والفائدة , حتى بقيت ردحا طويلا رياضتنا تعاني من شيزوفرينيا المواقف ,وكنا نمني النفس بصحوة تشق عباب هذا المرض ويتضح بريق مواقف جديدة تعيد الامل لنا بثمة وجود اصحاب سعادة يرسمون سعادتهم وسعادة وطنهم ورياضتهم بخيوط فضية من الشمس لا بخيوط عنكبوتية واهنة , لذلك فأن سعادتنا بالموقف الرياضي المشرف الذي اقدمت عليه اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية مؤخرا بمعية عدد من الرياضيين الابطال في الاحتفال بانتصارات ابطالنا من الجيش والحشد الشعبي عبر زيارة مهمة لهم في تكريت وسامراء وغيرها من مدن المواجهة مع زمر التكفير (داعش) ,هي سعادة لا توصف وخطوة مهمة وواعية يتجلى فيها نضج التفكير ووطنية الموقف بعدما كانت رياضتنا منذ 2003 تأخذ موقف الاغلبية الصامتة بلا موقف حول كل قضايانا الوطنية ومواجهة العراق لاعداءه طيلة السنوات الماضية ,فجاء هذا الموقف ليبرق رسالة مهمة مفادها ان الجميع في خندق مواجهة واحد وعلينا ان نقف جميعا صفاً واحداً من اجل امن واستقرار العراق لان هذا الامن والاستقرار ستجني ثماره الرياضة العراقية برفع الحظر عن ملاعبها ورياضتها ليستطيع ابناء الجنوب ان يلعبوا كما كانوا في قلب تكريت ونينوى اي رياضة كانت كما كان سابقاً وكذلك العكس .
ان الاحتفال بالاتتصارات على طريقة اللجنة الاولمبية الوطنية بعيدا عن قاعات الرقص و( الردح) وولائم ( الثريد ) كما كان معتاداً , فهو الموقف المرجو , والوعي المطلوب , والوطنية الحقيقية من جميع ابناء العراق بشتى مجالاتهم اتجاه من يواصلون الليل والنهار قتالاً من اجل ان ننعم نحن بالامن والاستقرار , فمبارك للجنة الاولمبية الوطنية هذا الموقف الوطني المشرف ,ومبارك لنا الانتصارات الامنية التي نتمنى ان تعضد بانتصارات رياضية عربياً وعالميا ً.....ولنا عودة . |