• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السعودية بين "عاصفة" تلاشت و"أمل" بعيد المنال .
                          • الكاتب : ماجد حاتمي .

السعودية بين "عاصفة" تلاشت و"أمل" بعيد المنال

ايقنت السعودية ، متأخرة ، ان الاهداف التي حددتها  لعاصفتها على اليمن ، غير قابلة للتحقيق ، وانها اكبر بكثير من كل  امكانياتها ، وانها تورطت في حرب لا تملك القدرة على انهائها ، ولا على  مواصلتها ، او حتى استشراف مدياتها ، فكان لابد ان تتجرع كأس السم ، وتعلن  وقف "العاصفة" ، وجاء الاعلان بمثابة "انسحاب تكتيكي" ، وان كان من جنس  الهزيمة ، على أمل خفض سقف الاهداف وجعلها قابلة  للتحقيق ، لانعاش آمالها  في مرحلة "اعادة الامل".

اسباب كثيرة ساهمت في اقناع السعودية ، بعبثية "عاصفتها" ، في مقدمتها ،  فشلها في تحقيق اي هدف من اهدافها المعلنة ، و المقاومة البطولية للشعب  اليمني ، والقيادة الحكيمة لانصار الله وشخص السيد عبدالملك الحوثي ،  وانخراط عقد "التحالف" السعودي قبل ان يلتئم ، وغاراتها الانتقامية  العشوائية ضد المدنيين ، وانعكاس ذلك سلبا على وضع وكلائها داخل اليمن ،  بعد ان ظهر جليا انهم في خندق واحد مع القاعدة  والتكفيريين ، بالاضافة الى  الموقف الايراني الرافض للعدوان السعودي والمجازر التي ترتكب ضد الشعب  اليمني المظلوم.

هذه الاسباب وغيرها جعلت السعودية تعلن مضطرة انتهاء "عاصفة الحزم"  والبدء بعملية "اعادة الامل" ، وتبين من خلال المناطق المستهدفة من قبل  الطائرات السعودية في عملية " اعادة الامل" ، ان سقف الاهداف انخفض كثيرا  قياسا بسقف اهداف "عاصفة الحزم" ، فقد ركز القصف السعودي على المحافظات  الجنوبية والجنوبية الشرقية مثل عدن والضالع ومأرب وتعز والحُديدة ، لتمكين  وكلاء السعودية من السيطرة على منطقة ما في الجنوب لتحويلها الى مكان آمن  يمكن ان تكون مقرا للرئيس اليمني المستقيل والهارب عبدربه منصور هادي ، او  لنائبه خالد بحاح.

السعودية تنازلت عن جميع اهداف "عاصفة الحزم" ، لصعوبة تحقيقها ،  واستعاضت عنها جميعا بهدف واحد لعملية "اعادة الامل" ، وهو ايجاد موطأ قدم  لهادي في الجنوب ، لتكون لهادي ورجال السعودية في اليمن ، كلمة تسمع في حال  تم ترتيب حوار يمني يمني تحت مظلة الامم المتحدة ، ومن ثم فرض رؤية  السعودية على اي تسوية مستقبلية.

مشكلة السعودية  في اليمن ، تكمن في عدم وجود قاعدة شعبية للمحسوبين  عليها هناك ، فقد يئس الشعب اليمني من التدخل السعودي في شؤونه الداخلية  على مدى عقود ، وهو التدخل الذي اوصل الشعب اليمني الى ما وصل اليه اليوم ،  لذلك نرى القاعدة و"داعش" والتكفيريين هم العمود الفقري لمشاة السعودية في  اليمن ، وقد بدا ذلك واضحا من خلال القصف السعودي المكثف لمعسكري اللواء  35 شمال مدينة تعز ، واللواء 312 في كوفل بمأرب ، بعد تحريرهما من القاعدة  والجماعات التكفيرية.

تخطىء السعودية في استخدام القاعدة وداعش والسلفيين والتكفيريين وبعض من  غررت بهم من الحراك الجنوبي ، للسيطرة على مناطق في جنوب اليمن تحت غطاء  وقصف جوي عنيف ، فهذه المجاميع لن تكون دائما تحت سيطرتها ، وان تجارب  السعودية مع القاعدة في السابق ، اثبتت ذلك ، كما ان التحالف المعلن بين  المعتدين السعوديين والقاعدة و "داعش" والتكفيريين ، تدفع ابناء الشعب  اليمني الى مزيد من الوحدة والتضامن ،وقد اثبت الاحداث في مأرب هذه الحقيقة  ، حيث تمكنت القاعدة والمجموعات التكفيرية ، من السيطرة على مدينة مأرب  والمراكز الامنية والعسكرية فيها فيها، بمساعدة السعودية ، الا ان انصار  الله والجيش اليمني ، وبدعم من الشعب اليمني ، اقتربوا من تطهير المحافظة  بأكملها من القاعدة ، واكد قادة كبار في انصار الله انه سيتم خلال الساعات  المقبلة الاعلان عن تحرير محافظة مأرب بالكامل.

آن الاوان للسعودية ان تكف عن التخبط بين "عاصفة" تلاشت ، و"امل" بعيد  المنال ، وان تترك اليمنيين يقررون مصيرهم بانفسهم ، وان تتعظ بغيرها من  المعتدين وعلى رأسهم أمريكا ، فإن كانت امريكا بكل جبروتها وغطرستها عجزت  عن تحقيق اي شيء بحروبها الظالمة على الشعوب ،  فإن السعودية لا محالة أعجز  ، بل سيتضاعف عجزها ، حين نعرف ان المعتدى عليه هو الشعب اليمني ..  والتاريخ اكبر شاهد على ما نقول.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=61074
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16