• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : طويريج واحة الحب والجمال والنسيج الاجتماعي المتجانس .
                          • الكاتب : قاسم محمد الياسري .

طويريج واحة الحب والجمال والنسيج الاجتماعي المتجانس

كتب الكثير من المؤرخين والكتاب والادباء عن مدينة طويريج وهنا لا يمكن تجاوزهم دون الاشاره اليهم لانه تاريخ مدينه ومجتمع ومن يبحث عليه ان يكون امينا في سرده اذا بماذا ابدأ وماذا أقول وأي كلمه وأي جمله أبدأ الحديث بها عن الاعلام والادباء والمثقفين والعوائل والبيوتات المرموقه من النسيج الاجتماعي المتجانس والمنوع وكيف أصوغها لتليق بأبناء (( روضة مدن الفرات الاوسط )) كما سماها المؤرخ العراقي الكبير عبد الرزاق الحسني في كتابه (( العراق قديما وحديثا )) حيث وصفها في حينها جميلة بموقعها وبمناظرها تحيط بها الحقول والبساتين  تمتد على ضفتي
 نهر الفرات يربط ظفتيها جسر بني عام 1955م شوارعها عريضة وأسواقها مستقيمه كبيره ورصيفها على ضفة النهر اليمنى يقصد الكورنيش من اجمل ما تقع عليه العين وقد غرست الاشجار المختلفة على جانبي هذا الرصيف كما على جوانب شوارع كل المدينه قديما وفي وسط المدينه ميدان فسيح تزينه حديقة تشغل جانبا منها بناية مشروع اسالة الماء وامام هذه الحديقة صرح الحكومة الواسع ودار القائمقام المشيدة على الطراز الحديث وعلى مسافة قصيرة منها بناية مدرسة الهنديه الابتدائية الاولى التي تبرع بجزئ من ارضها بيت الحامض وكل المدارس الرسمية تحف بها حدائق واسعة وهنا لا
 بد لي من ذكر المعلمين في ادارة هذه المدرسه وهم الاستاذ كاظم مجيد الحسناوي والسيد نوري الياسري والاستاذ المرحوم شاكر عبد الحسين الخفاجي واخرين يؤسفني ذكرهم .. وهناك من سماها عروس الفرات ...وهي اليوم أقول عنها نسجتها أيدي زمان بوشاّحها الاخضر كواحة للأسرار وجعلتها جنّة من الجمال والروعة فيها من الالفه والمحبه والتسامح رجالها واهلها يكنون الاحترام والتقدير بعظهم لبعض والغيره والضيافه الطويرجاويه التي اشتهر بها اهل طويريج  تختلف عن باقي المدن حين تزورها في كل الفصول تجدها لوحة زيتية تخطف بسحرها الأبصار وتملأ بتموجاتها القلوب في
 زواياها تزرع البهجه والوجوه الباسمه المليئه بالتواضع .. وعندما تدور فيها الوجوه ذات اليمين وذات الشمال تصطدم في كل أرضها الخصبه بساتين النخيل وحين تدنو منها وهي تزهو وتتغنج بروعتها تجد اهلها ودواوينهم عامره بالاجيال المثقفه وسحرها هذا المتجانس مع نسيجها الاجتماعي الفريد بحيث لا ينساه ابنائها المهاجرين لغرض طلب العلم او اضطرتهم ظروف العيش الابتعاد قليلا عنها ... وقيل لي من  بعض المعمرين والمؤرخين من اهلها ومنهم الحاج الاستاذ المرحوم علي ابو الخيره عام 2004م قبل وفاته رحمه الله ان طويريج اشتهرت قديما كميناء نهري وعن طريقها تذهب
 التجاره والتمويل لكربلاء وبابل ولاسيما لنقل الرز من منطقة الفرات الاوسط الى المناطق الاخرى اذ كانت تجثم على امتداد ضفتي النهر معامل ابتدائية لجرش الشلب يقدر عددها بين خمسة عشر الى عشرين مجرشة بعض المجارش تمتلكها بيت مجيد حاج ابراهيم ومجرشة بيت الحاج تكي  ومجرشة بيت ال دبس  والحاج كريم الحسناوي والحاج سعيد الطائي في الجانب الصغير والحاج كاظم الجليحاوي وغيرهم من تجار طوريج لا تحضرني اسمائهم يشتغل فيها عمال من معظم المدن والنواحي من كربلاء وشثاثه وبابل والنجف وحتى من المحموديه وبغداد لذا نجد اسماء بيوتات اهله القاطنين فيها
 يحملون اسماء مدنهم التي جاؤوا منها .. وكانت كميات الشلب ترد من اطراف المشخاب والشامية ومن نواحي القضاء نفسه فتجرش فيها وتصدر الى مختلف المدن وهذا ما جعلها ميناء تجاري ومخزنا من مخازن التموين الكبيرة وتساعدها على ذلك سهولة المواصلات النهرية حيث كان احد السفن تمتلكه بيت الحاج حسن علي ابو الاستاذ سامي حسن علي .وكان سائق اللنج او السفينه الحاج علي جبار قدوري العزاوي . وقد ادى ذلك النشاط الاقتصادي الى جعل المدينة مركزا يستقطب الايدي العاملة من المدن المجاورة ويزخر بقوافل الابل التجارية وكان البدو يتوافدون عليها على الدوام حتى قبل
 سنوات قليلة وتشتهر طويريج بمعامل الدبس لوفرة التمور الجيده فيها والخانات وعلاوي تجارالتمور المشهوره منها خان الكتبي للحاج محمد حسن الكتبي وعلوة الحاج رحيم وعلوة المخظر وعلوة الغزلان وعلوة هادي النداف واخرى مثل علوة الحاج تكي وعلوة ابو المحاسن وعلوة الحضيري وعلوة البرقعاوي وعلوة سيد هادي السيد مظلوم ومعمل دبس ابو الكربه .. وعلوة الحاج حسين جنبيله الجبوري وعلوة الحاج حنتوش الحسناوي وعلوة الحاج كريم صدام الجليحاوي وعلوة هاشم الجليحاوي وعلوة الجنابي وفيها معامل تصنع فيها الكراسي والسرير من جريد النخيل مثل علوة الحاج كاظم ابو
 البواري من القصب .. وعلوة مرتضى بيت الزهيري .. وهناك مقاهي كثيره مثل مقاهي سيد صاحب المقرم ابو كهيوه ومقهى عنون الصريه ومقهى هادي راهي ومقهى العبيد ومقهى عويز الكهوجي ومقهى  جبر الكهوجي واخرى رحمهم الله جميعا وهناك عدد كبير من سكان طويريج هم في الاصل من ابناء القبائل المحيطه بمدينة طويريج وأول من قطن منذ القدم فيها  هم من عشائر بني حسن وبني طرف وال فتله وعشائرالبرقعاوي والجنابات وجليحه وكان ملك الارض في الصوب الكبيرهو للساده القزاونه وبعضها لليهود أما الصوب الصغير اغلبهم الفتله وفلاحيهم واليهود ومنهم اليهودي عزرا ولازالت بعض
 البيوت القديمه تحمل اسماء يهود قبل تملكها وشراء اصحابها الحاليين لها في الطنبي واملاك لليهود سابقا قبل شرائها من مالكيها الحاليين في السوق الكبير وكذالك قطن واستوطن في المدينه الكثير من المدن المجاوره ومن مدن اخرى  فيما يعتقد ان كثيرا من الزوار القادمين لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء خاصة قرروا هم ايضا اختيار طويريج موطنا جديدا لهم مع مرور الوقت وهو حال مستمر لحد الآن  ومن الذين استوطنوا المدينه عوائل معروفه في طويريج هم بيت البراك الذين يذكر انهم من بابل وبيت عائلة الشثاثي المشهوره انحدارها من شثاثه كما ذكر لي وكذالك من
 العوائل التي استوطنت المدينه بيت الكرخي وبيت البو حمد اولاد الحاج بدر الطرفي الكناني وكذالك بيت العذاري من النجف وبيت عائلة الهندي وبيت العوراني ولازالت البيوت والعوائل المعروفه في طويريج مثل بيت ال دبس وبيت مجيد حاج ابراهيم وبيت الابوبكر الهاشمي وبيت الحجي معطي عباده وبيت قلوم وبيت البو نيروز وبيت الكفري وبيت الحاج حنتوش التتنجي الحسناوي والحاج نعمه العلي التتنجي وبيت الملا حسن وبيت الصريه وبيت ابو خلال وبيت العلامه ابو المحاسن وبيت الحاج رشيد البغوان وبيت الحاج وداعه وبيت البو مهنا وبيت العبيدي ومنهم الكاتب والقاص
 الكبير مهدي شاكر العبيدي وبيوت اخرى من رجال دين  السيد مرتضى الهاشمي الحسيني وبيت الساده القزويني ومنهم السيد هادي القزويني وبيت الشيخ محمد الطرفي  والخطيب سيد قاسم وبيت حجي شبيب أمين وبيت المواشي وبيت العمتاوي من بني حسن وبيت اولاد سيد حسين السيد هواد الياسري وبيت ناجي المعمار وبيت الحاج رحيم رحمه الله وبيوت العنبر ومنهم الكاتب الكبير غدير العنبر وبيوت الجنابات وبيت الحاج صمد وبيوت ابو الخيره ومنهم الحاج الاستاذ الفاضل على ابو الخيره رحمه الله ومكتبته الكبيره العامره وبيت ابو خضير ومنهم الاستاذ محمد ابو خضير ومكتبته وبيت
 الحضيري والساده العلام وبيت البو اسيويد السعداوي وبيت البياتي ومنهم الاستاذ الباحث الكبير الدكتور فلاح محمود خضر البياتي ..وبيت الحاج علي أكبر الهنداوي وبيت السيد حسين ابوالتمن وبيت الشماع وبيت الحامض وبيت تكي وبيت السماك وبيت الثويني ومنهم الرادود الحسيني الحاج جاسم عبد العظيم الثويني وبيت صاحب بزون وبيت حنونه وبيت الحاج داود البو صدام الكندي وبيت الزهيري وبيت العبودي ومنهم الشاعر الحسيني ابو فاطمه العبودي وبيت العزاويين ومنهم الاستاذ والمربي الفاضل حسين على جبارالعزاوي وبيت بشير وبيت الحاج صالح الكردي وبيت سيد هادي
 السيد مظلوم وبيت جمعه الزعر ومنهم الاستاذ الناقد عبد الهادي الزعر وبيت حريجه المجبرجي وبيت حجيل وبيت المرحوم الحاج حازم ابو النفوس وبيت البوعامر ومنهم الصحفي الكبير ناظم السعود شيخ الصحفيين العراقيين وبيت الحاج بصيله ومنهم ابنهم الكاتب والشاعرحاتم عباس بصيله وبيت الشيخ خضير ومنهم الشاعر المرحوم عبد الحسين شيخ خضير  ..ونهلت مدينة طويريج من معين الثقافة والأدب والعلوم المختلفة على مر العصور ولا يخفى على كل من يطالع مكتباتها الزاخرة بأنواع مختلفه من كتب التاريخ والفقه والأدب والنحو لرموز دينية وشخصيات فكرية وأدبية ... لعلّ
 أبرزهم الحاج محمد حسن الكتبي التي لا زالت عامره ومرجع للباحثين واكبر مكتبات اهالي طويريج والتي يهتم بها ولده الدكتور والباحث الحاج علاء الكتبي .... فوالده المرحوم الحاج محمد حسن الكتبي كان أول من فتح مكتبه في طويريج حيث اصبحت مركز تجمع فكري وثقافي في المدينه  ونتيجة العلاقات الواسعه للحاج الكتبي الاب وولعه بالثقافه والادب أخذت تأتيه المطبوعات الفكريه والادبيه العراقيه والعربيه وتطورت المكتبه حيث اصبح يشار اليها كصرح ثقافي يفتخر به ابناء طويريج ويتجمع به كل الشعراء من بابل وكربلاء والنجف والكاظميه ومنهم ابراهيم الشيخ حسون
 والسيد القزويني والسيد محمد رضا الخطيب الذي كانت تربطه علاقه حميميه بالحاج محمد حسن الكتبي وكانت كل المراسلات تاتي عن طريق مكتبة الكتبي التي سميت (بمكتبة الفخار) واضافة لذالك كان الحاج الكتبي من تجار طويريج الذي يتميز عنهم بحبه للشعر والادب والثقافه حيث تعقد الجلسات الثقافيه والفكريه وديوان فكري وادبي يحضره شعراء ومفكرين من المحافظات ويتحدث بها ويحظرها اعلام من الثقافه والادب ورجال دين امثال السيد محمد صالح بحر العلوم والسيد محمد جمال الهاشمي واخرين معظمهم من النجف والكاظميه وكربلاء وبابل ...ولا يكفي ان نذكر من ابناء طويريج
 أسماء كتيره ومنهم المطرب الريفي العراقي عبد الامير طويرجاوي والشاعر الكبير حسين مردان والشاعر الشعبي الشهير إبراهيم الشيخ حسون الهنداوي والنحات البارز أحمد البحراني والقائد العسكري اول رئيس اركان للجيش العراقي الفريق الركن محمد رفيق عارف والرياضي الشهير الذي حصل على عدة اوسمه لكمال الاجسام عباس الهنداوي والقاص والكاتب الكبير المبدع مهدي شاكر العبيدي والموسيقار الكبير محمد جواد أموري والمخرج التلفزيوني المبدع عدنان هادي ولا ننسى الشاعر الراحل أحمد آدم والشاعرة ونسة الفتلاويّة الشهيرة والتي نالت شهره كبيره من خلال
 المشاركه في ثورة العشرين وعشرات المفكرين والعلماء والفنانين والكتاب والسياسيين الطويرجاويين وغيرهم ... والمعلومات التاريخية المتوفرة تؤكد بالمقابل ان طويريج كانت اكثر الاقضية سكانا  ففي 1936 كان عدد نفوس قضاء الهندية طويريج يفوق عدد نفوس سكان الحلة ..  حسب احصاء نشره الدليل الرسمي العراقي لعام 1936 (ص 673) كما ذكرها لي الحاج الاستاذ المرحوم علي ابو الخيره  ولم يدخل في ذلك الاحصاء عدد افراد قبائل طويريج وابرزها في ذلك الحين قبيلتا بني حسن وكان رئيسها عمران الحاج سعدون وال فتلة وكان رئيسها سماوي الحاج جلوب وطويريج مدينة إخاء منذ
 القديم  ففي مطلع القرن الماضي كان سكان المدينة يتألفون من اقوام متعددة من العرب وهم الاغلبية الساحقة وقليل من الهنود والفرس وبعض الاكراد وبعض اليهود الذين قدر عددهم في 1940 بأكثر من خمسين اسرة يعمل افرادها في التجارة والمهن الحرة ... حاليا، تبعد طويريج نحو 20 كيلو مترا عن مركز محافظة كربلاء غربا و24 كيلومترا عن الحلة مركز محافظة بابل شرقا تحدها من الشمال سدة الهندية ومن الغرب ناحية الحسينية ومن الشرق ناحية ابي غرق ومن الجنوب منطقة الحيدرية  ..ويتربع قضاء طويريج على ضفاف الفرع الرئيسي لنهر الفرات وكذلك على جدولين متفرعين منه هما جدول
 ابي غرق والجدول الغربي ويقسم الفرات المدينة الى قسمين كبيرين يربطهما الجسر الوحيد على نهر الفرات في المنطقة وافتتح عام 1955م بحضور رئيس الوزراء نوري سعيد بعد ان كان جسر طويريج السابق معرضا للتصدع دائما بفعل قوة التيار في ايام صعود ارتفاع منسوب النهر اذ كان عبارة عن سفن خشبية اوصل بعضها ببعض بالواح خشبية ايضا ... وتبلغ مساحة الهندية حاليا اكثر من 136648 دونما منها 32431 دونما خضراء من البساتين المغطاة بأجود انواع النخيل. اما بشريا فقد كانت الهندية دائما اكبر اقضية العراق من ناحية الكثافة السكانية اذ يقدر عدد سكانها حاليا بأكثر من 320000
 نسمة يسكن نحو ثلثهم في مركز المدينة الذي يعد عصب الحياة فيها. وحسب معلومات تخمينية للامم المتحدة في 2003 فان مجمل سكان قضاء طويريج هو 304035 فيما اشارت سجلات انتخابات 2005 الى وجود 61966 ناخب مسجل على اساس بيانات وزارة التجارة ...
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60981
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13