فهمي هويدي كاتب ومفكر إسلامي مصري ، يعد من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين ، كرس معظم مجهوداته لمعالجة إشكاليات الفكر الإسلامي والعربي في واقعنا المعاصر . ومع احترامي الكبير لهذه الشخصية الفكرية الهامة في الوطن العربي . ولكن حبه الكبير للسلطة دفعته إلى القول أن الكوخ من الممكن أن يصبح قصرا ! وخير دليل على ذلك مقارنته بما يجري في مصر وما جرى في الجزائر. إذ وقع في عدة أخطاء جسيمة سأشير إلى واحدة منها فقط وهي ما يتعلق بدور الجيش الجزائري في الانقلاب على الفيس ودور الجيش المصري في الانقلاب على الإخوة . لقد كان تحليله مثل صوت الذبابة التي لا نعرف أين يتجه ، حيث أظهر الجيش الجزائري في ثوب الجيش الحاكم بالعصا الغليظة، في حين برأ الجيش المصري من ذلك. ولكن الحقيقة تقول أنه : منذ 1952 إلى يومنا هذا و الجيش المصري هو الحاكم الفعلي في مصر! والنتيجة فقر بطالة احتقان سياسي بينه وبين الشعب المصري…بسبب انتشار الفساد و تردى الأوضاع في جميع المجالات ، و سيطرة الإقطاع على خيرات الشعب المصري. لذلك كلما نسمع مسؤول مصري يقول ” أن جيش مصر عظيم ” نتذكر هزائمه المتكررة مع العدو الصهيوني . من هذا وذاك يتضح أن الجيش المصري لا يصلح إلا للقمع الشعب المصري المسكين. . وهذا يثبت أن المفكر العربي مازال بعيدا عن نظائره الغربيين ، إذ بينت التجارب أن المفكر العربي تنقصه الدقة في المعلومات ، وجلهم متصالح مع الأنظمة الحاكمة ويقيم معها علاقات صداقة وود واحترام متبادل ، وتكريس متبادل ، ولذلك لم يعد نتاجه الفكري أو الإبداعي مقنع ، بعد ما صار جزءا من السلطة ، وجزئا من ذاكرة ترقد في مثواها الأخير .
وبصفة أدق فإن انتاجهم الفكري بات أضعف من أن يهدد كيان الدولة ، باعتبارها صارت غير مقبول عند الشعب . في الأخير من حقنا أن نسأل كاتبنا الكبير فهمي هويدي السؤال الاتي : في كل هذه الأحداث التي ذكرناها في أية خانة نضع الجيش المصري ؟.
أن ضمير المفكر هو أحد الأسس الحضارية التي تقوم عليها المجتمعات فاذا اهتز ضميره فسدت المثل العليا و اضطرب كل شيء وساد فساد كبير في المجتمع.