بسم الله الرحمن الرحيم
ما أشبه اليوم بالأمس .. ففي منتصف تسعينات القرن الماضي وبمناورة عراقية للخروج من مأزق الحصار الأقتصادي الخانق الذي فرضته المنظمة الدولية على العراق ، تـم الأتفاق على برنامـج برعاية أممية أطلـق علية في حينة (النفط مقابل الغذاء والدواء) بأسلوب - المقايضة - ، ظاهره تمكين العراق من توفير الغذاء والدواء لشعبه ، وباطنه أنصياع حكومة العراق للقرارات الدولية تمهيداً لتفكيكها ومغازلة أمريكا .
نفس السيناريو يحدث اليوم من خلال مقايضة الدكتورحسين الشهرستاني ، للدكتور حيـدر العبـادي بملـف النفط والطاقـة والـذي هيمـن علية منـذ 2006 وحتـى 2014
مقابل حصولة على ثلاثة هيئات ؛ ولمن ينسى نذكره أن الشهرستاني كان وكتلته (مستقلون / 24 نائب برلماني ) والمنضوية في ائتلاف دولة القانون أول مـن دعـم - الأنقلاب الأبيض – الذي تبناه الدكتور حيدر العبادي من داخل دولة القانون مقابل حصوله على دعم التحالف الوطني بترشيحة لمنصب رئيس مجلس الوزراء وقطع الطريق أمام رئيس ائتلافه والأمين العام لحزبه نوري المالكي للحصول على ولاية حكومية ثالثة .
وهو نفس الأسلوب الذي مارسه الدكتورالشهرستاني في أعتكافه وتمنعه من مزاولة عمله وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة العبادي ولمدة قاربت الثلاثة أشهر والذي أعتقد الكثيرون أن الشهرستاني كان يتطلع لوزارة النفط وممانع لتسنم التعليم العالي متناقلين قوله " لا أجد نفسي بعيداً عن النفط "..؟ ، الا أن المتابع لمسيرة الأحداث يجد أن مباشرة الشهرستاني لأعماله وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي وتنازله عن ملف النفط والطاقة لرئيس مجلس الوزراء أرتبط بألتزام الدكتورالعبادي بتعويضه لوقوفه معه ضد المالكي وتسنمه رئاسة مجلس الوزراء أولاً وتنازله عن ملف النفط والطاقة ثانياً ، وهو ما يفسر تسمية رئيس مجلس الوزراء لثلاثة شخصيات من كتلة مستقلون / الشهرستاني لشغل رئاسة ثلاث من أهم الهيئات المستقلة وهي ( ذكرى جابر علوش/ أميناً للعاصمة بغداد و الشيخ خالد أبا ذر العطية / رئيس هيئة الحج والعمرة ود.حسن الياسري / رئيساً لهيئة النزاهة) ، علماً أن رؤوساء الهيئات المستبدلة كانوا جميعهم مرشحي حزب الدعوة / جناح المالكي ومن مؤيديه .
ولا يخفى على أحد أن دفاع العبادي عن قراراته الأخيرة المثيره للجدل يوم أمس لم تكن مقنعه لأحد سواه والشهرستاني وعدد من الدعاه المنتفعين من حمائم الأنقلاب الأبيض والمتشفين بنهاية عهد المالكي ، كما أنها لم تكن مقنعه لحلفائه الصدريين والمجلسيين ولا حتى للمتضررين والمطالبين بالتوازن من قوى التحالف السني ، وهي معركة مؤجله بالنسبة لتحالف القـوى الكردستانية مـادام العبـادي ملتزم بدفـع – الـديـة و الخاوه – كلما طالبوه بها .
فهل سيصحى الشركاء ويقدموا خارطة التوازن ويحرجوا رئيس مجلس الوزراء ، ويمنعوا العبادي من الأنزلاق الى مهاوي المالكي ، ويقوموا مسيرة التغيير التي دعمتها المرجعية وأغلبية الشعب العراقي .. أم سنبقى بأدارة الوكالة والتعيين وفقاً لحسابات الممانعة والمجاملة مع التابعين والمتلونين .. أم سنجد من يقنع العبادي بمشروع (السنة مقابل الهيئات ) كما فعلها الشهرستاني ..؟
ونختم بقول طرفه بن العبد:ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ..
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
|