انسجمت تركيبة التكوين الفعلي والنفسي من استعلاء وغرور داعشي مع الرؤيا الصهيونية ـ الامريكية ، اذ يرى الفكر الداعشي تفوقه على بقية ابناء البشر اينما كانوا ويشعر ان هذا التفوق يسمح له ويمكنه من اغتصاب ثرواتهم واستخدام ارضهم ليقيم فيها جنته الموعودة ، ونجد ان في الفكر الداعشي الكثير من المباهاة وادعاء التمكن بامتلاكه العدة والعدد المدعمين بالعديد من دول التخريب التي قدمت الدعم اللامحدود وساندت الوجود الداعشي بما تمتلك من ماكينة اعلامية كبيرة ،تعمل لتدمير المشروع النهضوي الذي نادت به المرجعية الدينية الشريفة عبر وجوبها الكفائي الذي سعى لتحشيد الطاقات الوطنية وتجنيد الشباب وبث الروح التضحوية الفاعلة لخدمة المجتمع العراقي من خلال التشكيك بالمسند الفقهي الشرعي الذي يسمح لانبثاق مثل هذا الوجوب الكفائي، وفي حقيقة الامر فان الاسلام شرع المقاومةالداخلية والتي تكون مهمتها مواجهة الانظمة الفاسدة ، والظالمة التي تمارس العنف والارهاب بين الناس ، ومقاومة خارجية تعني بمواجهة الاحتلال بجميع اشكاله ، والقضية الداشية شملت المضمونين فالمبنى الفقهي للمقاومة الداخلية معروفة المسند من الكتاب والسنة بدءا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى التغيير باليد ومعناها المقاومة المسلحة ، وادنى مراتبها رفض المستبد ، ومن مباني الفقهية لمقاومة الخارجية هذا اجماع المسلمين بلا استثناء من وجوب الدفاع وقد اجمع فقهاء الامة الاسلامية على شرعية وجوب المقاومة المسلحة ، ويرى مجموعة من الفقهاء شرعية هذا الوجوب الكفائي قبل قرون اذ يرى ابن ادريس في كتابه السرائر ان الخوف على حياة المسلمين شرع وجوب الجهاد المسلح والدفاع عن النفس وعن الاسلام والمسلمين ، والعلامة الحلي في كتاب قواعد الاحكام يرى ان لايجوز الاستلام والشهيد الاول في كتابه الدروس يرى ان الخوف من اصطلام قوم من المسلمين يوجب على من يليهم الدفاع عنهم وهذا هو الوجوب الكفائي هو النهوض باعباء المقاومة الداخلية والخارجية ، هذا الوجوب الكفائي الذي قلب الموازين على الداعشين والسلطوين والعتاة حتى صارت هناك مزادات علنية لبيع الذمم فالدكتور احمد الطيب شيخ الجامع الازهر الذي كان بالامس يرى ان عناصر داعش مجرمون ولا يخدمون باعمالهم سوى الصهيونية وماهذه الدواعش حسب قول شيخ الازهر الا صنائع استعمارية تعمل في خدمة الصهيونية ، فكيف يرى اليوم ان النهوض شعبيا وجماهيريا بوجه هذه الدواعش عملا طائفيا وهولاء الناهضين هم ابناء البلاد هم ابناء العراق سنة وشيعة نهضوا ليواجهوا عدوا قالت عنهم دار الافتاء السعودية ان داعش فئة ظالمة معتدية ويجب على المسلمين قتالها والحمد لله انطلق هذا الوجوب الكفائي من جهة شرعية متيقنة من وجودها مبتعدة عن التذبذب الذي اصاب الازهرالمصري او دار الافتاء السعودي لكون الوجوب الكفائي انبثق بمنطلقات عقلية مؤمنة عبر استنهاض شرعي وطني اخلاقي لصد أي تجاوز على كرامة الدين والوطن . |