إيران دولة شيعية ولكنها ليست دولة الشيعة، فالفكر الشيعي يحترم الأطار الفكري لكل مجتمع، ويحترم إلتزام الشعوب بتراثها وحضارتها، وبالرغم من كون الشيعة، يمثلون غالبية الشعبين الأيراني والعراقي، يبقى ثمةَ بون شاسع بين ثقافة المجتمعين.
يعتز شيعة إيران بهويتهم الإيرانية، وقوميتهم ولغتهم الفارسية، كما يعتز شيعة العراق بهويتهم العراقية، وقوميتهم ولغتهم العربية، كذلك يعتز الطرفان بعاداتهما وتقالديهما وأعرافهما، كما يتفاوتان بطريقة تفكيرهما وتعاملهما مع الآخرين.
نلاحظ هذا التفاوت واضحاً، في التعامل الدبلوماسي، فإيران تحاول قدر الأمكان التقرب من المجتمع الدولي بشكل عام، وأمريكا بشكل خاص، وتحاول حلحلت الأزمة والوضع المتشنج بينهما، بالرغم من أن المجتمع الدولي وأمريكا، يحاولون جهد إمكانهم، إسقاط الحكم في إيران أو تضعيفه على أقل تقدير.
بالمقابل نلاحظ أن ما يحصل مع العراق، في التعامل الدبلوماسي، مع المجتمع الدولي وأمريكا، هو على العكس مما حصل ويحصل مع إيران، فالمجتمع الدولي وأمريكا، يحاولون التقرب قدر الأمكان من العراقيين، وخصوصاً الشيعة، ولكنهم يجابهون بالرفض، وبعدم الرغبة الواضحة، وخصوصاً من قِبل شيعة العراق، لماذا!؟
المجتمع الدولي وأمريكا هم من أسقط نظام المقبور صدام، الذي دمر العراق، وذبح العراقيين، وخصوصاً الشيعة، وهم مَنْ رفع سعر النفط إلى أكثر من 120$، بعد أن كان لا يتجاوز 20$ قبل عام 2003، وهم مَن فك الحصار الإقتصادي على العراق، وهم من سعى إلى إعادة العراق لممارسة حياته الطبيعية، بين دول العالم الغربي والعربي، والكلام طويل.
كان من الأجدر بنا، أن نستغل هذا التعاطف والتقرب الأمريكي لصالحنا، كما يحاول شيعة إيران فعل ذلك، ولكن بعض ساسة شيعة العراق، ضحكوا على شيعة العراق، وأوهموهم بأن أمريكا عدوتهم 100%، ليدخل الشيعة في صراع مع أمريكا، فيتسنى للساسة الأستحواذ على المناصب، وسرقة ثروة الشعب، وبنظرة بسيطة جداً نجد أن هذا التقدير، والموقف السلبي من أمريكا والمجتمع الدولي، ليس منصفاً أبداً، فلو تنازلنا وقلنا أن أمريكا عدوتنا بنسبة 50%، لوجب علينا أن نستغل الـ50% الأخرى، أليس هذا حكم العقل!؟
بقي شئ...
كفانا أخطاءً، علينا أن نتعامل مع الآخرين بدبلوماسية، ولنا في شيعة إيران أُسوة حسنة. |