يتذكر العراقيون ومعهم اشقائهم الكويتين وشعوب اخرى الكوارث التي جلبها نظام المقبور صدام حسين عليهم جميعا. ومن الصعب جدا ان تمحى الصور الماساوية الرهيبة من ذاكرة واذهان ملايين العراقيين وغير العراقيين.
صدام شن حربا عدوانية ظالمة على الجارة ايران، مازال كلا الشعبين يدفعون ضريبتها الباهضة، وبالخصوص العراقيين، فقد دفعت مليارات الدولارات كتعويضات وديون، ومازالت هناك عشرات المليارات يجب ان تدفع لجهات مختلفة.
ثمان سنوات اكلت الاخضر واليابس، فقد خربت ودمرت مدنا بكاملها، واضرت بالبيئة، واسقطت اعدادا هائلة من الضحايا بين قتيل وجريح ومريض ومعدم، وقتلت ملايين الكائنات الحية وخلفت امراضا لم يعهد مثلها الناس من قبل. ناهيك عن كونها خلفت عداوات تحتاج الى وقت طويل لانهائها والتغلب عليها وتحويلها الى صداقات.
للمرء ان يتصور ماذا يمكن ان تفعل حربا طاحنة تستمر ثمانية اعوام متواصلة ، والانكى من هذا ان تلك الحرب كانت عبثية بكل معنى الكلمة، ولايتعدى الهدف منها سوى ارضاء نزوات عدوانية والتعبير عن نزعات وعقد شخصية.
ولم يكد العراقيون وشعوب المنطقة يتنفسون الصعداء حتى باغت المجرم صدام العالم بغزو دولة الكويت الشقيقة في ليلة ظلماء ليستبيح حرماتها ويقتل ابنائها من الصغير وحتى الكبير بلا استثثناء، وينهب ممتلكات اهلها ويدمر بناها ومنشاتها الحيوية..
ولماذا كل هذا ..؟ انها ذاتها النزوات والنزعات والعقد التي دفعته الى شن الحرب على ايران طيلة ثمان اعوام.
ونفس الكوارث التي خلفتها الحرب الاولى خلفها الغزو والحرب التي تبعته، لتزداد الماسي والكوارث والمعاناة ، ليلقي الحصار بكل تبعاتها على العراقيين ويسحقهم سحقا، ويحاصرهم حصارا شديدا لمدة اثني عشر عاما حتى جاء العام 2003 لتشهد حربا جديدة اسقطت صدام لكن العراقيون لم يفلتوا من نتائجها وتبعاتها.
ونحن نستذكر كل ذلك بألم وحزن وحسرة ولوعة.. نقول هل من المعقول ان نلجأ الى نفس الاساليب والوسائل التي استخدمها المقبور صدام لحل مشاكله وخلافاته مع جيران العراق واشقائه. ونقول للذين يرفعون اليوم شعارات مشابهة لشعار ذلك المقبور لاستعادة حقوق العراق او المحافظة عليها هل تريدون ان تزيدوا من ماسي وكوارث بلدكم وشعبكم. ونقول لهم هل تريدون ان تخلقون لنا قادسية جديدة وام المهالك-عفوا ام المعارك-جديدة.
شبع العراقيون وجيرانهم واشقائهم من العنتريات الفارغة، والشعارات الجوفاء، والادعاءات الزائفة.
e.ahmad@gmail.com |