خلال لقائه مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري , دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى جبهة موّحدة في التعامل مع الإرهاب , وأهمية هذه الدعوّة لا تأتي لكون البلدين يواجهان عدوا واحدا على أراضيهما فحسب , بل أنّ أهمية هذه الدعوّة تنطلق من طبيعة الصراع السياسي والحرب التي تواجههما , فليس هنالك من شّك في هوية هذا الصراع الطائفية , فالحرب القذرة مع الإرهاب في المنطقة هي حرب بين دول وحكومات شيعية تتصدى لهذا الإرهاب وسنيّة داعمة له , فداعش والقاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية ولدت من رحم الفكر الوهابي وفتاوى مشايخ الوهابية , ونمت وترعرعت بأموال ودعم حكومات السعودية وقطر وتركيا والأردن والأمارات , فملك الأردن عبد الله الثاني هو أول من دعا إلى التصدّي للهلال الشيعي بعد سقوط نظام صدّام الدموي , وهذه الدول ترى في وجود حكومات في العراق وسوريا إضافة إلى حزب الله في لبنان , تساند إيران وتقف معها في خندق واحد , خطر كبير على مستقبلها , خصوصا النظام القبلي القائم في المملكة العربية السعودية , فالهلال الشيعي كما تراه السعودية وتركيا وأسرائيل , يشّكل تهديدا جدّيا على على وجودها , فالصراع القائم بين هذه الدول وبين دول الهلال الشيعي هو صراع على الوجود .
فالدّعوة لجبهة موّحدة لمحاربة الإرهاب تمليها طبيعة وضرورات الحرب التي يخوضها العراق وسوريا معا ضدّ كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة , فلا سبيل لتحقيق النصر والقضاء التام على هذه التنظيمات الإرهابية , ما لم يكن هنالك تنسيق وتعاون كامل في كافة المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية بين العراق وسوريا وإيران , وأي محاولة لاستدراج الحكومة العراقية باتجاه معاداة إيران أو نظام الرئيس بشار الأسد , ستكون له نتائج غير طيبة على المنطقة بأسرها , وحكومة العراق لم تسعى لهذا الاستقطاب الطائفي في المنطقة , بل أنّها جرّت لهذا الاستقطاب الطائفي , ودول الجوار السنيّة هي من أجبر الحكومة العراقية على الاصطفاف مع إيران وسوريا وحزب الله , بعد أن سلّطوا كل جراثيم الأرض لتفتك بالشعب العراقي , فليس لشيعة العراق من خيار في ظل هذه الحرب الطائفية القذرة , سوى تمتين هذه الجبهة الموّحدة لمحاربة الإرهاب , وينبغي على رئيس الحكومة العراقية أن لا يندفع باتجاه تحقيق رغبات الولايات المتحدّة الأمريكية المعادية لإيران وسوريا , وعليه أن يكون واضحا أمام الأمريكان أن مصالح الشيعة واحدة في كل أرجاء العالم ولا يمكن الفصل بينها , والشيعة لا يشّكلون أي تهديد للأمن والسلم العالميين , كما يحاول الإعلام الصهيوني والخليجي أن يشيعهما . |