مُدمعْ العين
أنظرُ من خلال نافذتي الخريفية
أترقب كل ممرات الحياة
طرقاتها
كل فجواتها
تؤدي إلى مكامن وجعي الأزلية
**********
أنتظر ..!
مللتُ طعم الوجع والهزيمة
وعلقم الدواء كعصارة الصبار
سيماء وجهك لاحَ في الأفق البعيد
أشرعة ممزقة تقاذفتها شمم البحار
من نافذتي الخريفية
في البعيد ..
هناك عند مخبأ الشمس وآلهة الوعيد
ألمحُ
سفن رياح الشمال تحمل نعشي
مقبرة ثكلى تبعثر حزنها
ونواح يدور
وخطى دافنين وحداءٍ يشج الحديد
تلاشت على مشارف فرشي
يعلو أذان الله
بقرارة بحر الشمال ومخدع نفسي
تصمُّ جدار المشفى أذانها
يعم الصدى فضاءات المكان
يتعالى صوت الله
تهب الروح ..
تبحث عن رفيق
عن خليل يشهد معي
عن زوجةْ .. حبيبة .. عن وليد
يوم تخمد كل براكيني
وتذوب مشاعري كجبال من جليد
تتكسر أضواء شمعتي
تحمل الريح بطياتها
رذاذَ غربة وحزمة آهات وهلاك مبيد
ترى أكلُّ ما شهدت روحي
من عذاباتٍ وشوق
غربة .. علاتٍ وهيام
حروب .. فراق أحبةٍ
أأرحل كدخان ثلجٍ تلاشى كخيالٍ وئيد
هل يشطب أسمي
كموجة تكسرت بنحرِ صخرة
أم خلود نبيٍّ
أضاعتْ الصحراء علائمَ قبره
أم عاشق ومحارب جال كرَمزٍ فقيد |