لا شك إن أعز ما تملك المرأة المسلمة في حياتها، وخاصة بنت الريف، هو شرفها، وعفتها، ولا يمكن أن تفرط به مهما كانت التحديات التي تواجهها، كونها تربت في بيئة ترفض، وتستهجن كل هذه الممارسات الخاطئة، التي تودي إلى خدش الشرف، والعفة، والأخلاق، والآداب؛ التي أوصانا بها الرسول الكريم، وأهل بيته( عليهم السلام)، وهذه الممارسات التي جاءت بها مجموعة من غسيل الشعوب، تريد أن تجعل الرسالة السماوية، والمنظومة الإسلامية، عبارة عن إنتهاك للعرض، والشرف، وجعل المرأة لقضاء الغريزة الجنسية فقط.. 

هذه الأفكار المنحرفة التي إجتمعت، وتبلورت بشكل كبير في عقول الجيل الثلاث من القاعدة، وهو" داعش"، وأصبح لديهم كتب، ومؤلفات تناغم الغريزة الجنسية؛ حتى جاءوا بسلسلة من الفتاوى، التي تجيز لهم الزنا تحت مسمى" جهاد النكاح"، أو المسيار، أو إرضاع الرجل من الفتات الأجنبية، وهذه الأساليب المتدنية تدل على إن هؤلاء تجمعوا، وجاءوا من أصقاع العالم من أجل إشباع غريزتهم الجنسية، وإنتهاك الأعراض، وإستباحة شرف المسلمات، التي رفضن الأنصياع لهم.. 

إن معظم المناطق الغربية، والجنوبية من العراق، هي ذات طابع عشائري، وقبلي، ولا يمكن أن تنشب فيها مثل هكذا أفكار طارئة على مجتمعهم؛ هذا ما وضحته لنا معظم النسوة من العشائر الغربية في صلاح الدين، التي رفضن أن تمتد الأيادي النجسة التي أرادت أن تدنس شرفهن، وتجعلهن مأوى للكلاب السائبة، ومستنقع لهؤلاء القاذورات ذات الرائحة النتنه، وأصحاب الأجساد، واللحى العفنة.. 

فقد رسمت أروع صورة برقصتها تلك الفتات السنية، في صلاح الدين مع ابناء مجاهدي الحشد الشعبي" الشيعي"، الذي جاؤوهم من وسط، وجنوب العراق، ليحافظوا على شرفهن، وعفتهن، بعد أن أراد أصحاب الضمائر الجنسية يعبثون في مفاتنهن بغير حق، ودموع فرحهن التي تحكي قصصهن، وما جرى عليهن خلال الأشهر التسعة الماضية.. 

تلك الصورة التي عجز العالم عن معرفة ملامحها، والرسالة التي عجز أصحاب المنابر حل طلاسمها، فتاة سنية رقصت فرحاً في محضر ابناء الوسط، الجنوب، وأخرى سكبت دمعها على صدر شيعياً لتستنشق الأمان منه، وتقبله بعفوية؛ وكأنما ولدا من رحماً واحد.. 

هذه اللوحة الجميلة التي رسموها هؤلاء المجاهدين، قد غاضت العقول الهرمة، وأصابت الأفكار العفنة بالحمى، وجعلت أحد كبار الأزهر يتهم المجاهدين، ويتفوه بكلام أشبه بلعاب المسعورين، الذين لا يفقهون القول...