بعد كل أزمة في العراق، نحصد امتيازات ما كنا نحلم بها، في بيوم من الأيام.
بعد ظهور نتائج الانتخابات، التي كانت صاعقة تعني أربع سنوات قادمة، من الظلم، والفشل، والتيه، والعتمه اللامتناهية، كنا محبطين بشكل كبير، لمعرفتنا بما يدور، في البلد من مصائب، تتخفى تحت غطاء شخص، رئيس الحكومة ..
حتى أن ظهور نتائج الانتخابات، لم يكن الصدمة الكافية، وكأنها عقاب إلهي، شمل بلاد الرافدين؛ لمخالفتهم صوت المرجعية، المطالب بتغيير الوجوه، التي لم تجلب الخير للعراق, فكانت الصدمة باجتياح داعش، لمحافظات عراقية كبيرة، كالموصل، وصلاح الدين، وإجزاء كبيرة من الأنبار..
وكانت الفتوى العظيمة، من المرجعية المتمثلة بالمرجع الاعلی السید السیستانی، التي عبأت الجماهير، وبثت بقلوب الشعب العراقي، طافة معنوية، جبارة، جعلت من الشعب المسالم، مقاتلين خلال فترة يومين فقط !!
انطلقت حشود العراقيين، لتحرير المحافظات المغتصبة، عند داعش، وانطلقت مهام التحرير الكبير، الذي يقوده رجال غير مدربين، يحملون قلوبهم دروعا؛ ليحموا فيها الوطن ..
في نفس الوقت، كانت المرجعية قد أرسلت رسالة، الى القادة السياسيين، بوجوب تغيير شخص، من لمحت له سابقا، دون أن يستمع لها، من أراد صم أذنه عن صوت المرجعية ..
فكان التغيير السياسي: هو أول بصيص الأمل، الذي أشرق على نفوس العراقيين، لتشكيل حكومة جديدة، حظيت بقبول وطني واسع، كما نادت المرجعية ..
الانتصارات بدأت تتوالى، يوم بعد يوم، بالرغم من التشكيك الكبير، الذي لاقته تجربة الحشد الشعبي، الإ إنها أثبتت أنها الخطوة الأكبر، التي أنقذت العراق من الضياع ..
مع بدأ معارك تكريت، قبل أيام، كان الكثير متخوف، من أعمال انتقامية، كان التعامل عبقري، من الحشد الشعبي، مع العوائل هناك، وكان الاستقبال أسطوري .. أستقبال الأبطال الفاتحين .. ومقاطع فيديو تجعلك تدمع، أنتشرت في الأنترنيت !!
المرجعية. يا سادتي لا تتدخل بشكل عام، في السياسة، الا أنها تدخلت، لإيقاف الانحراف، الذي حدث وقادت الآمل نحو النفوس ..
فكان لسان حال العراقيين، كما قال الشافعي في مقولته المشهورة :
ضاقت. فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تفرج. |