تهديد الجماعة قد يجعل المختلفين فيها، يتفقون فيما بينهم، لدرء الخطر عنهم، وقد ينسون خلافاتهم إلى الأبد، إذا كان تأثير ذلك التهديد كبير جدا، وما يمر به العراق حاليا، هو خطر عظيم، يفترض بهم معرفته، والعمل معا لحين زوال الخطر المحدق بنا جميعا.
لكن هل أن جميع العراقيين متفقون، على أن العدو يهدد الجميع؟ بالتأكيد لا، فنحن كباقي شعوب العالم، فيهم من هو وطني مضحي، وفيهم من يبحث عن نزواته ومصالحه الشخصية.
العراق موحد منذ أن وجد على خارطة الأرض بحضاراته المتنوعة وكل شعوبه التي شربت من رافديه العظيمين، وتغنت بجباله الشامخة واستثمرت سهولة الخصبة، وسكنت بواديه الهادئة، ولازال موحدا برغم التهديدات بفضل حكماءه وعقلاءه.
ليس هناك قلق من خطر داعش، لأنه سيزول بسواعد الأبطال ومن يقف وراءهم من حكماء العراق، لكن المثير للاهتمام، هو ظهور حملات تسقيط منظمة، لغرض خلق فتنة بين من يتقدمون صفوف المدافعين، وتحويل أنظار الناس عن الانتصارات التي حققوها جنبا إلى جنب، ضد مرتزقة داعش.
بعض الأصوات النشاز، الناعقة؛ الناهقة؛ التي لا يهمها وحدة الوطن وحماية أرضة، بل وفرطت بأرضة سابقا، يبدوا أنها تمادت كثيرا، فبعضهم يريد تسويق الانتصارات العظيمة لجيشنا الباسل ومجاهدينا الأبطال، على داعش ويصورها للناس، وكأنها نصر على طائفة بعينها أو عشيرة معينة أو منطقة ما، أو يعتبرها ثأر لهذه الطائفة ولذلك الفصيل، ويتناسى بأنها نصر للعراق على العدو داعش ولا غير.
البعض الآخر لا هو شجاع يتقدم الصفوف المدافعة، ولا ساكت ويدع غيره يعمل لأجل تحرير مناطقه، بل دائم الانتقاد ومستمر في سلبيته تجاه من يحامي عن عرضه وأرضه، وهؤلاء كثر، وبالتأكيد لاتهمهم الا مصالحهم الشخصية.
هناك من يطرح أفكار بالية، لتقسيم البلد على هواه ومزاجه الشخصي، وهو يحلم بمملكة ليس لها وجود، إلا بوجوده مع أخوانه العراقيين، لكن نزواته الفئوية تغلبت عليه، فأصبح منقادا لها بعيدا عن وطنيته وشعبه وأهله.
القسم الاسوء من هؤلاء، هو من يعمل على تسقيط الآخرين، ونحن في حالة حرب، وأحوج ما نكون لبعضنا البعض، لكن لماذا يعمل هكذا؟ وبكل بساطة لأنه ساقط يريد أن يجعل الآخرين يشبهونه، ولو في خياله فقط.
ومع ذلك سيبقى للعراق الكثير من الحكماء والشرفاء، الذين يدافعون عن الجميع، ويدرءون عنهم مخاطر التهديدات، وسيبقى المأزومون والمهزومون، يفكرون في نزواتهم الشخصية، ليحوكوا الدسائس، ويقودوا حملات التسقيط، بينما هم يشعرون بنعمة الأمان تحت خيمة الحكماء. |