كانت هذه الأسرة الكريمة تسكن الحلة الفيحاء بعد أن انتقلوا إليها من بين الحرمين الشريفين (الحجاز) كما أشار إلى ذلك النسابة الشريف أبي البركات حسن بن محمد الجواني في كتابه الجوهر المكنون وبقي رجالها يقطنون الحلة برهة من الزمن .
ثم انتقل منهم جماعة فسكنوا الحائر الحسيني وجاوروا هناك قبر جدهم الحسين بن علي (ع) ثم انتقل إلى النجف الاشرف السيد أبي الحسن معصوم (في القرن الخامس الهجري) ، وهو أول من عرف منهم في النجف الاشرف وكان هذا السيد من ذوي الجلالة والشأن كما يأتي، وكان من أعيان رجال القرن السادس الهجري .
أسباب التسمية بالخرسان :
مما يظهر من تضاعيف تراجم رجال الأسرة وبعض كتب التراجم أن هؤلاء السادة كانوا يعرفون قديماً بـ :
آل معصوم
في القرن الخامس والسادس وقليل من السابع حتى إذا نشأ فيهم أبو الفتح الاخرس (وهذا السيد اما كان أخرساً ، أو لكونه كان يخرس المقابل بفصاحته ، أو أنه لم يُجب عن سؤال طرح عليه ليحفظ نفسه أو غيره فسمي أخرسا)،فلقبوا بـ :
آل الأخرس
ومضت عليه التسمية إلى أوائل القرن الحادي عشر الهجري فصحف لقبهم إلى
الخرسان
باعتبار الجمع في النسبة وإلى اليوم يعرفون بذلك.
ال الخرسان وعلم الحديث وتحقيق التراث :
هذه الأسرة كانت لها السيادة في العلم والمعرفة وخدمة تراث آل البيت عليهم السلام, فأوّل ما يذكر اسمها الكريم يتبادر إلى الأذهان علمان :
✸ علم الحديث الشريف ،
✸ وتحقيق التراث .
لما قدّمته من خدمات جليلة للمكتبة الإسلاميّة.
يقول الدكتور محمّد كاظم البكّاء :
واذا أردت مع الحديث درايةً
فاقصد بهِ السادة الخرسان
انشطرت هذه الأسرة إلى شطرين :
✪ شطر في طلب العلم والمعارف الإسلاميّة ,
✪ وشطر في خدمة الحرم العلويّ المقدّس .
يقول الشيخ جعفر محبوبة في كتابه ماضي النجف وحاضرها عن اسرة السادة الخرسان : (عريقة في المجد والخطر، زاهية بالشرف النبويّ الطائل ، والفخر العلويّ الكامل ، وقد زاد في سؤددها المنيع أنّ لها الحظوة بخدمة الحرم العلويّ، وتلقّي وفّاده بحسن الحفاوة وإكرام الرفادة).
يتبع ...
|