• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السذاجة الديمقراطية؟!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

السذاجة الديمقراطية؟!!

السذاجة تتصل بقلة الخبرة والمعرفة والتجربة , ولهذا يكون الساذجون أهدافا سهلة  , وأوساطا لتمرير إرادة الآخرين ذوي الخبرات والمعارف العملية.
 
والديمقراطية في مجتمعاتنا توحّلت في أطيان السذاجة , وتأطّرت بالبهتان والضلال , وبمفردات السوء الفاعلة في نفوسٍ إستنقعت بأوعية البغضاء والعدوان.
 
وبسبب ذلك تشوّهت وتحولت إلى حالة مغايرة لطبيعتها وجوهرها , وما تهدف إليه وتسعى لتحقيقه في حياة المجتمعات.
 
فالسذاجة جعلت الديمقراطية أفظع وسائل تدمير الدول وتمزيق المجتمعات , وتفعيل آليات الشرور والعدوان ما بين الإنسان والإنسان.
 
وبسببها تم حشر الأحزاب الدينية في السياسة , وتطويق الخناق على الحرية في الرأي والمعتقد  , والإنغلاق في زوايا طائفية وفئوية حادة ظلماء.
 
فعندما يكون الدماغ ساذجا يسهل تمرير الأباطيل والأضاليل , وتتيسر السبل لإستعباد البشر , وأخذه إلى مهاوي الإتلاف النفسي والفكري والروحي والبدني.
 
ويساهم في مشاريع الأسذجة (صناعة المجتمعات الساذجة) , الكثير من أصحاب الأقلام والأجندات السياسية والفئوية والتحزبية , والذين ينفذون مصالح الآخرين الذين منحوهم وكالات سلطوية وكرسوية ,  لتقديم الخدمات وفق أرباح وعطاءات مجزية.
 
لكن الواقع المعاصر يخبرنا بأن البشر لا يمكن وضعه في زنزانة إعتقادية أو فئوية , لأن وسائل التواصل الإجتماعي والمعرفي تخترق الحواجز , وتبدد ظلمات السذاجة وتدحر البهتان , فما عاد ذوي العاهات الفكرية والنفسية والسلوكية بقادرين على إستعباد الناس مهما يتوهمون , وحتى لو إتخذوا من القوة والتوحش سبيلا للسيطرة على مصيرهم , لأن الأنوار العالمية تمتلك قدرات فائقة لإزاحة عتمة التضليل ومحق حندس التجهيل.
 
وستنتصر مجتمعاتنا على عواصف السذاجة , ولسوف تبلغ سن رشدها وخبرتها الديمقراطية والحضارية المعاصرة , وستهزم المعوقات والقوى المناهضة لمجد الحياة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58534
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12