• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شعراء المناسبات أم شعراء طوق النجاة ! .
                          • الكاتب : ياس خضير العلي .

شعراء المناسبات أم شعراء طوق النجاة !

الأزدراء بشعر المناسبات من سمات العبقرية حينما يقف احدهم عابثآ ساخرآ ينظر من عالي مقامه الى قصيدة قيلت في مناسبة ذكرى عيد ميلاد أو معركة أو ولاء أو تكريم أو وداع أو فراق في نعي فيأنف من أطالة النظر فيها ويصدر حكمه الرهيب عليها بانها شعر مناسبات !لأنه من كتبه أرتضى لنفسه أن يكون بوق لحاكم ظالم أو لمصلحة شخصية أو كطوق نجاة من حالة حرب مثلما حصل بالعراق فترى الطبيب الضابط العسكري والضابط الاداري ولانريد نذكر أسماءهم العراقيون يعرفونهم هؤلاء يأتون بلباس الشعراء وعلى منصة المدح على باب الحاكم وللأسف يأتون بملبس الشرف المفترض الزي العسكري وعليه الرتب يتملقون ويبكون تصنعآ بالولاء كما يفعل من الفاقة أسوأ الفقراء وكنت أعرف أحدهم  بالثمانينات والذي فاز بعد قصيدة قيل له بعدها أطلب ماتشاء فأحيل من ضابط الى مدير عام بوزارة الثقافة وعلى الأطفال وكنت أكتب للطفولة لأنها الطريق الوحيد ليس فيه علاقة مع الأقوياء وكان يسألني لما تكتب للطفولة قصص تراثية أكتب عما نمر به من قتال قلت له الطفولة لديها عفو عام بالقانون لاعلاقة لها لابالحرب ومكلفآ ولاأحتياط فكان يضحك  !



ولو كانوا شعراء شعبيون من العامة ولايحملون المؤهل العلمي او الأكاديمي لقلنا هؤلاء من العامة وخدعوا بما سمعوا وسحروا بما لم يصلوا لدوافعه وأسراره ولكن هؤلاء عذرهم أنها الموت أو الحياة !



أن كان الشعر رسالة الحياة فالحياة مجموعة مناسبات وهي مناسبة مواتية لأداء الشعر رسالته لكن بصدق ومن يجرا على قول الحقيقة وهنا والحمد لله تصدى للشعر من هو من غير أهله وأرتضى أستخدامه للبقاء بالحياة بأي ثمن وليكتب التاريخ ما يشاء !



أذن كل شعر وليد مناسبة ولكن ليست كل مناسبة تولد شعرآ فأن انبثق الشعر من مناسبة عن عاطفة صادقة وفكر حر وخاطر عفوي فياض صلح لكل زمان ومكان أوليس في القرآن الكريم آيات نزلت على النبي الكريم (ص) في مناسبات ؟وهل في لغة الضاد أبلغ منها وأبقى ؟ولو سألنا ذاكرتنا عن ما فيها لشعراء العرب من الجاهلية والأسلام لتذكرنا ماأرتبط منها بمناسبة من مديح أو ذم اكثر من غيره لأنه أرتبط بمناسبة قيل فيها وأكيد حفظنا الشعر ونسينا الشخصية التي قيل فيها بل قد تصبح مايشبه المثل والمقوله عندنا وألا ما أن أنكر أحد أحساننا ألا تذكرنا قول المتنبي



أن أنت أكرمت الكريم ملكته   ... ولم نتذكر بمن قاله مادحا على الرغم من مروره بذاكرتنا  !



والمناسبة لاتعيب الشعر بل مايعيبه نقصان الحس والتجربة  والصدق والعبرة الانسانية وان يمثل عاطفة المجتمع على عاطفته أذا تعلق الأمر برمز أو حاكم أو من تسلط على الناس .



ويقول الشاعر ميخائيل نعيمة أن الشعر العواطف والأفكار المستيقظة فينا وغافية في الآخر ومن يلفظها بعبارة جميلة التركيب موسيقية الرنة كان شاعرا.



واختلف معنا بالرأي أصدقاء سمعوا منا شيئآ مما نكتب هنا قالوا أن الشاعر يحتاج لآلم لكي يكتب وأنا لا أتفق معهم بذلك لأنه الشاعر الرجل عندما يكتب عن آلم المرأة بحالة المخاض لايحتاج لأن يحبل ويولد !ويقول الشاعر نزار قباني في ذلك(الأدب عندي هو تعبير غير عادي عن مشاعر عادية هو الكلمة الجميلة التي أن لم تفتح باب مغارة علي بابا فهي تفتح امامك نافذة على  وجه الله والكلمة التي أكتبها ليست طفلآ بلا نسب أنما تراث عاطفي أنساني) .



أنا أحب العراق وطني وكتبت فيه أدب وحب لأهله وهم يشتركون معي فيه وليس لأننا بجغرافية واحدة جمعتنا  لأن الجغرافية السياسية ومن خط خارطتها بالقوة وتوفر الظروف لايمنعني أن أحب أرض أجدادي الجزيرة العربية وأحن أليها وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة وأذكر أن جدي تركها فاتحآ للعراق مع أخوانه مؤمنا بفكرة الأسلام كدين وعقيدة ولو أن الدين يجمعني بالكثيرين من أبناء وطني لكن لاأفرق بينهم لأنه الدين مشاع ولي فيه من كل العالم أخوان ومانزلت بالعراق نازلة الا لها في قلبي وقع وحفرت بذاكرتي اثرآ لاينسى ولاأنسى أن العراق أول أرض أنتصر فيها الأنسان لآلهه ومنه أنطلقت الحضارات ومهما مر به وأضطر أهله من أخواننا الشعراء لانلومهم فالخطب كان قاتلآ لامحالة ولامفر منه ألا بالرواغ وسامح الله الشعر لو لم يكن أداة لكان ربما حديثنا عما كانت تكتب من مقالات أو ترسم من لوحات .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=5835
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12