ولدي يطلب مني طبلاِ
هه
طبل من جلدِ مرتَّبي
يقرع فيه ليل نهار
طبل من جلد ضفدعة أو سلحفاة
يقول أنه أنيق ونقيق
يعني الصوتَ
تذكرتُ السواقي
ومَن ابتاعني بوقاً في صبحِ العيد
أنهارَ طفولتنا الطينية
كنا نطبِّشُ
نرسم بيدين أهلةً
تتسع ..تتسعُ
كرغيف خبز لم يزل عجينةً
كان الطبلُ
أواه كم أكره الطبل !
ذاكرة للتعداد
ولأوامر العريف .
ذاكرةً لقطع حلمٍ
لأن رمضان لا يمر الا فيه
لاأدري
هل ((لأن الأجرَ على قدرِ المشَّقهْ))
أم ان الحروب تصنع المناخ
فلماذا نصنع دواليبَ الماء والهواء ؟
صغيري يطلب كثيراً أشياءَ لا أحبها
تصوروا يطلب بندقية
ويعود
يطلب سمكاً ملونا
بحراً و خيطاً للصيد
الأشياء الأخيره ( الطلبات )
أحبها
النادل أبوكَ سيأتيك ببعض الأشياء
ولكن
ليسَ الآن ولا غدا
لأن السياسيين مختصمون على حجم البندقيه
سعة البحر
لون السمك وحجمه
وأنا لاأستطيعُ تحريكَ أصابعي
ويداي
أما عكازي فقد تعددَ
وصديقي الحطاب1 منشغلٌ بمسائله
الوطنيه ، الحسابيه ، تاركاً
العاطفية
الثقافيه
الزمن الذي أكلَ من جرفينا
وما هرى ..
نهرنا وليس الزمن
كلما ألقوا عصيَّهم فيه
أزدادوا أيمانا
بأن فرعونَ سيغرق
وكلما أزداد قرعُ طبلِ ولدي
ازدادَ النهر أتساعاً وجريانا بلا ماء
ورمضان قَرُبا
بلغنا النهرَ بلا طبلٍ وبنادقَ
يارباه
كي نطعم زكريا خبز شعير
وكوزاً من لبن علي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 /أشارة الى الصديق الشاعر جواد الحطاب |