دافع هادي العامري عضو البرلمان العراقي، قائد منظمة بدر، عن فصائل الحشد الشعبي، الذين يتصدرون الصفوف الأمامية في مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، التي ساعدت الجيش في وقف تمدد المجاميع الارهابية.
وقال العامري الذي يعد من أقوى الرجال نفوذا في العراق بحسب وصف "رويترز"، في مقابلة مع الوكالة العالمية، إن "أيا من مقاتلي الحشد الشعبي، لم يطأ أرض قرية بروانة التي يقال إنها شهدت أسوأ الفظائع.
وكانت روايات لمحافظ ديالى، وأعضاء في المجلس المحلي تحدثث عن اتهامات لمقاتلي الحشد الشعبي بإعدام 72 مدنيا غير مسلحين على الاقل الشهر الماضي في تلك المحافظة الشرقية.
ووصفت رويترز في تقرير العامري بانه من اقوى السياسيين في العراق، ويرأس منظمة بدر، وهي حركة سياسية لها جناح عسكري، كما يتولى إدارة ملف الأمن في محافظة ديالى ما يتيح له السيطرة على وحدات الجيش والشرطة هناك، بالإضافة إلى لجان الحشد الشعبي التي تديرها الحكومة وتضم جماعات شبه عسكرية ومتطوعين.
كما قاد العامري الحملة على داعش في مناطق أخرى من البلاد وكان مسؤولا عن ذلك أمام رئيس الوزراء.
وقال "لا يوجد واحد من الحشد الشعبي في منطقة العمليات في بروانة. قد يكون ولد المنطقة ليس الحشد الشعبي".
وأشار إلى أنه "أمهل السكان شهرا قبل العمليات".
وأضاف "المباغتة مبدأ من مبادئ الحرب...نحن تخلينا عنها من أجل الحفاظ على المدنيين".
وقال إن ساسة من "السنة" متعاطفين مع المسلحين الإرهابيين، لم يفصح عن أسمائهم يفترون على لجان الحشد الشعبي ووصف ما تردد عن القتل في بروانة بالأكاذيب.
وقال إن هؤلاء السياسيين "هم حماة داعش. هؤلاء لا يريدون أن أبناء الحشد الشعبي يحرروا العراق".
وأضاف "هي ساحة معركة وإذا أكو (يوجد) من أهل بروانة مقتولين خلي ينطونا (يعطونا) أسماءهم. نحن مستعدين للتحقيق مع كان من كان".
وقد أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بفتح تحقيق خاص في الاتهامات وأوفد وزير الدفاع إلى بروانة يوم الخميس.
وكان العبادي والمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، قد نددا بعمليات نهب البيوت وحرقها في المناطق التي يتم تحريرها من أيدي مقاتلي داعش الذين نفذوا تفجيرات ونصبوا شراكا خداعية في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم.
وأصر العامري في حديثه لرويترز على أن مقاتلي الحشد الشعبي لا يتحملون المسؤولية وألقى اللوم على سكان تلك المناطق لسعيهم للثأر من المتعاطفين مع تنظيم داعش.
وقال "نحن نعاني ليس من أبناء الحشد الشعبي. نعاني من ردود فعل أبناء المنطقة".
وتابع "الأجهزة الأمنية والحشد ملتهين بالمعركة. ما نقدر نسيطر على كل المنطقة. ما عندنا مثلا أبواب نسدها وما تخلي الناس تطب (تدخل). منطقة مفتوحة. شنسوي (ماذا نفعل) إذا طبت الناس؟".
وتقول رويترز ان قيادة العامري للحشد الشعبي، جعلت منه بطلا في عيون العراقيين.
وقال العامري الذي سارع بالتوجه إلى ديالى في حزيران الماضي رغم كونه وزيرا للنقل من أجل وقف تقدم تنظيم داعش صوب بغداد "قد يكون هذا اللي عند الناس الآن محل احترام وتقدير. هذا الموقف أن وزير يترك وزارته يتفرغ للقتال دفاعا عن شعبه".
وأضاف في تصريحاته لرويترز بمجمعه في المنطقة الخضراء في بغداد والتي تضم المباني الحكومية الرئيسية "قالوا العامري سيتوقف عند حدود منطقة ديالى. قلت لهم لن أتوقف وسأستمر إن شاء الله حتى تحرير كل الأرض العراقية من شر داعش".
وتنبأ العامري بأن تدور المعارك المقبلة في محافظة صلاح الدين وبالقرب من كركوك الغنية بالنفط الواقعة على مسافة 250 كيلومترا شمالي بغداد حيث تقدم التنظيم في مواجهة القوات الكردية في الأسابيع الأخيرة.
وتوقع أن تتمكن القوات المؤيدة للحكومة من هزيمة تنظيم الدولة الاس داعش لامية في غضون شهور إذا ما حصلت على الأسلحة المناسبة لكنه قال إن على الولايات المتحدة أن تعجل بتسليم شحنات الاسلحة وإصلاح دبابات أبرامز الأمريكية الصنع لدى العراق.
وأضاف "نسمع كلمات حلوة بس عمليا لاشيء. لحد الآن لم تحصل الحكومة العراقية على التسليح المطلوب. إذا توافر التسليح المطلوب أنا أؤكد لك لن تدوم المعركة أكثر من عدة أشهر".
ولم تصل إلى العراق بعد دفعات من 36 طائرة مقاتلة من طراز ف 16 بسبب برامج التدريب الطويلة المقررة للطيارين بالاضافة إلى مخاوف من ألا تتمكن الحكومة العراقية من تأمين المعدات والحيلولة دون وقوعها في أيدي داعش.
وقدر مسؤول سابق بوزارة الدفاع الأمريكية مشترطا عدم نشر اسمه أن ما بين 30 و40 في المئة من دبابات العراق من طراز ابرامز تحتاج لاصلاح لأن الجيش العراقي أخفق في صيانتها. |