• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يُرفقون بالحيوان ويسيئون للإنسان .
                          • الكاتب : عبد الرحمن اللامي .

يُرفقون بالحيوان ويسيئون للإنسان

 من المضحك المبكي في آن واحد أن تتبنّى الحكومة الفرنسيّة قانوناً جديداً يقضي بوصف الحيوانات بأنها كائنات حيّة لديها نفس وقدرة على إبداء المشاعر، وتحاسب مَن يُبدي معاملة قاسية إزاء الحيوانات. وبموجب هذا القانون فإن هؤلاء يمكن أن يسجنوا لمدّة عامين، أو تُفرض عليهم غرامة قدرها 30 ألف يورو.
وكما ترى من منطوق القانون فإنّهم يراعون مشاعر الحيوانات ويشفقون لأحاسيسها، ويعاقبون مَن يتسبّب بمعاناتها وأذيّتها، وهو من درجات النُّبل العظيمة وأرقى الغايات الرفيعة.
ولكنّ الحكومة الفرنسيّة في نفس الوقت تسبّب الأذى والمعاناة لثمانية ملايين من مواطنيها المسلمين حينما تسمح وتشجّع على الإساءة لخاتم الأنبياء محمد بن عبدالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي صدحَ بقوانين الرفق بالحيوان وسنّ لنا أروع نظام وشرّع لنا أفضل خُلُق في كيفيّة التعامل مع الحيوانات قبل 1400 سنة وأكثر، وهذا من أعظم ما ينافي الإحسان والرحمة والشفقة بالإنسان الذي هو سيّد الكائنات ولأجله خلق الله (تبارك وتعالى) الحيوانات، ومن أفظع وجوه النفاق والازدواجية في المعايير ما صدَرَ من الحكومة الفرنسيّة.
وهذا قرآن المسلمون نجده في مواضع عديدة يبيّن العلاقة بين الإنسان والحيوان، ومنها على سبيل المثال ما جاء في سورة الأنعام الآية 38: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)، فإنّها تبيّن أنّ جميع الحيوانات هي أمم تستحقّ التعامل الخاص من قبل الإنسان إزاءها.
أما ما ورد في السنّة الشريفة عن الرسول الكريم وأهل بيته الأطهار في هذا الشأن فلا مجال لحصره في مثل هذه العُجالات، وللتمثيل على ذلك نذكر كيف أنّ جملاً حَنَّ وذرفت عيناه لما رأى النّبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فمسح الرسول ذفراه، فسكت: فقال: مَن ربّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إياها، فإنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدئبه، وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرأينا حمّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فلما جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها، وروى لنا كيف دخلت امرأة النار في هرّة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، وفي رواية عُذّبت امرأة في هرّة سجنتها حتى ماتت لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وأمثال هذه الروايات كثيرة.
فالإسلام يطالب المسلمين منذ 1400 سنة بمعاملة الحيوان بالشفقة والعطف ولا يسمح بإيذائها والتعدّي عليها، وهذا نبيّ الإسلام يطبّق ويأمر بالرفق بالحيوان، وينتقد مَن يسيء لها ويتسبّب بأذيّتها، فماذا يستحقّ منكم أيّتها الحكومة الفرنسيّة؟!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57196
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13