• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سؤال حول النفس والروح. اجابة على سؤال .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

سؤال حول النفس والروح. اجابة على سؤال

اخي العزيز لا تورط نفسك بأمور لم يسمح الله الرب لانبياءه ان يسألوا فيها ، يعني محمد اشرف الانبياء قال له ربه ((ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) واما بالنسبة للمخلوقات فكلها فيها روح ما دام الرب خلقها لانه نفخ فيها من روحه، ولكن على ما يبدو ان الروح مخلوق عظيم امره بيد الله حتى أن الرب يعطيه لمن يشاء من عباده كما يقول : (( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده )) واما الروح الامين ، والروح القدس فهم مخلوقات وكلها تُسمى مخلوقات روحانية اي ليست كثيفة غير مرئية وليس للانسان اي سلطة على الروح او الموت كما يقول الكتاب المقدس : سفر الجامعة 8: 8(( ليس لإنسان سلطان على الروح ليمسك الروح، ولا سلطان على يوم الموت)).

 

والقرآن يقول ان الروح من الرب ثم ترجع إلى ربها بعد الموت وهذا ما يقوله الكتاب المقدس ايضا : سفر الجامعة 12: 7 ((فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها )) 

أخي الطيب . البحث عن مصدر الروح ومعنى الروح واصل الروح رحلة شاقة طويلة عانت منها الامم والشعوب وتعب العلماء وحتى هذه الايام مع تقدم التقنية العالية إلا انهم لا زالوا لا يعرفون اي شيء عن الروح. 

اما علماء الفلسفة والعرفان فهم بعد بحث معمّق طويل قالوا بأن الروح : جوهر لطيف على هيئة البخار. 

وقد اعتمد علماء الكتاب المقدس على ما جاء في سفر الامثال فقالوا ان القلب هو مصدر الحياة كما يقول في سفر الامثال : ((احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ)).

واشاروا إلى أن هذه الروح اسمها : (شرارة الحياة التي تقدح في آتون القلب). 

 

ولكن الفرق بين الرأي الاسلامي والرأي الكتابي ، ان فلاسفة المسيحية يرون أن : ((الروح غير مخلوقة، بل هي قديمة أزليَّة.هي القوة التي تبعث الحياة في جسدنا. والروح لا تفكر ولا تحس. انها مجرد قوة. لكنّ اجسادنا، بدون هذه الروح او قوة الحياة، تكون ميتة «وإلى ترابها تعود»، على حدّ تعبير المرنم الملهم)).

 

ولكن هنا يحدث اشكال وهو: إذا كانت الروح لا تفكر ولا تحس ، وكان الجسد ايضا لا يُفكر ولا يحس فمن اين جاء هذا الابداع الذي انتجه اتحاد الروح بالجسد؟ هل هناك مخلوق ثالث بينهما؟

ولكن فلاسفة المسلمين ذهبوا إلى أن الروح مخلوقة مبتدعة وذلك لقول الرب في القرآن : ((الله خالق كل شيء)). والروح شيء من الاشياء التي خلقها الرب . وهذا ما تذهب إليه التوراة أيضا حيث تقول كما في سفر الملوك الأول 22: 21 ((ثم خرج الروح ووقف أمام الرب)).(1)

ولكن انا اقول ان الروح ليس شيئا منفصل عن الله ولا متحد بل هي مخلوق من مخلوقاته وهي متحركة لأن السكون علامة الموت فكل شيء يُقال له روح اي متحرك فيه قابلية الحركة والانتقال ولكن كلٌ حسب درجته. 

 

والروح كما قرأت في الكتب المقدسة القديمة هي مخلوق من مخلوقات الله الرب فكما ان التراب والماء والنار والهواء وهما من مستلزمات الخلق فكما ان هذه الاشياء مخلوقة إلا انها غير متحركة فقد خلق الرب الروح ايضا مثلما خلق التراب والماء ولكن جعل في الروح قدرة لبث الحياة في الشيء الذي تدخله . 

 

ولذلك فعندما نزل الروح على موسى في صحراء سيناء كان هناك شخص يُراقب بدقة حركته فرآى هذا الشخص (السامري) ان الروح إينما وضع قدمه فإن التراب الذي تحت قدمه تدب فيه الحياة فقبض قبضة من اثر الروح المرسل لموسى ثم لما صنع عجلا من الذهب رمى هذه القبضة في داخله فدبت فيه بعض الحركة ـــ تحتاج وقفة تأمل ــــ 

إذن فإن الروح مخلوق . مثلما صنع الانسان المصباح والراديو وغيره من المواد الغير قابلة للحركة ولكنه لما اخترع الكهرباء ووضعها في هذه الاشياء الجامدة تحركت واعطت لنا الدفئ والصوت وغيرها.

 

والروح ليست نوع واحد بل اكبرها واعظمها نوعان . روح القدس ، والروح الرديء كما يذكر الكتاب المقدس. 

واما النفس فهي غير الروح وإن كانت أيضا من الروح ، ولكن النفس هي عامة تشمل كل شيء حي كما يقول القرآن : ( كل نفس ذائقة الموت) . ولكنها في الاعم الاشمل ايضا تشمل الانسان كما يقول : (يا ايتها النفس المطمئنة). 

 

ولكن في التوراة فإن الروح للانسان ، والنفس للحيوانات كما يذكر (( وقال الله: لتُخرج الارض نفوسا حية بحسب اجناسها، بهائم وحيوانات دابة ووحوش ارض بحسب اجناسها. وكان كذلك)). (تكوين ١:٢٠، ٢٤)

 

ولكن وحسب كتب الاقدمين والفلاسفة وكذلك الكتب المقدسة فإن الروح ليست خالدة. وموت الروح على اشكال ، فإن الجهل موت الروح . والنوم موت الروح إلى اجل . ثم الموت الاكبر الذي تغادر فيه الروح الجسد وبعد هلاك كل ذي روح يتم اعدام الروح.

 

ولكن وحسب ما جاء في الكتب المقدسة جميعها ومنها القرآن فإن هناك شجرة في الجنة اطلق عليها الله (شجرة الحياة) الذي يأكل منها فإن روحه سوف تكون خالدة وهذا ما اشارت إليه التورات فقالت في سفر التكوين 2: 9 (( وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة)).

 

فجعل شجرة الحياة قلب الجنة النابض . ولخطورة هذه الشجرة فقد حرسها الله بسيف ذو حدين كما يقول في : سفر التكوين 3: 24 ((وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة)).

 

فهؤلاء الكروبيم هم نوع من الملائكة الشداد يحملون سيوف تتقلب بأيديهم مشتعلة نارا تقتل كل من اقترب من شجرة الحياة. 

القرآن ايضا ذكر ذلك واشار له فقال : ((يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة ولا تقربا هذا الشجرة)). 

ولكن الشيطان وهو روح خبيث عرف لماذا منع الله آدم وزوجته من الاقتراب من هذه الشجرة، فقد عرف انهما اذا اكلا منها اصبحا خالدين كما قال القرآن سورة الاعراف 20 : (( وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)). 

من هنا ابتدأت رحلة الانسان عن هذه الشجرة لكي يحصل على الخلود ولازالت إلى هذه الايام ينتجون الافلام عن شجرة الخلود. فإذا عرفنا أن الجنة التي خلقها الله لآدم في الأرض كما تقول التوراة ويقول العلماء الغربيون فإننا سوف نعرف ان هذه الشجرة موجودة على الأرض وبالتحديد في وادي الرافدين حيث جنة عدن كما نقرأ ذلك في سورة طه 76 : ((جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها)). فكرر القرآن هنا مسألة الخلود في هذه الجنة وهذا ما ذكرته التوراة ايضا فقالت :

 

أولا أن الرب عندما طرد آدم فإن آدم سكن خلف ابواب الجنة في شرقها كما في سفر التكوين 3: 24((فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها)).

 

ثانيا : ان هذه الجنة في الأرض وفيها انهار ومن اهمهما واطيبها نهران هما حداقل يعني دجلة الذي يجري بالقرب من آشور ، ونهر الفرات وهذا ما نقرأه في سفر التكوين 2: 7 ((وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله. وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة،واسم النهر حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الآخر الفرات)).

 

من كل ما تقدم نفهم أن الصراع من اجل الخلود إنما حدث في الجنة وطبق هذه الروايات فإن ارض العراق هي التي جرى عليها هذا الصراع من اجل الوصول إلى شجرة الحياة التي تجعل الروح خالدة وهذا ما نراه يلوح أيضا في ملحمة كلكامش وبعض مدونات وادي الرافدين، ولكن آدم على ما يبدو أخطأ في تشخيص هذه الشجرة او ان الشيطان خدعهُ فارشدهُ إلى شجرة أخرى لا تمنحه الخلود بل زرعت في جيناته عوامل الشيخوخة والموت. 

 

اخي الطيب هذه بإيجاز وسرعة حول الروح والموضوع بحاجة إلى عمق فلسفي وعلمي لو تفرغت له لكتبت عنه ما تصل يدي إليه. تحياتي 

اتمنى ممن عنده توضيح او زيادة ان لا يبخل. 

 

التوضيحات ــــــــــــــــــ

1- الروح تدخل وتخرج بأمر الرب وقد جعل الرب نبيا من الانبياء يُحيي الألوف من الموتى وهم عظام حيث اعطاه كلمة سر الروح فادخلها في اجسادهم كما نقرأ في سفر حزقيال 37: 10 ((كانت عليَّ يد الرب، أنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما، وإذا هي يابسة جدا. فقال لي: أتحيا هذه العظام؟ فقلت: يا سيد الرب أنت تعلم. فقال لي: تنبأ على هذه العظام وقل لها: أيتها العظام اليابسة، اسمعي كلمة الرب: هأنذا أدخل فيكم روحا فتحيون وإذا رعش، فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه. ونظرت وإذا بالعصب واللحم كساها، وبسط الجلد عليها من فوق، وليس فيها روح. فقال لي: قل للروح: هكذا قال السيد الرب: هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا)). طبعا كعادتهم لم يقدم لنا مفسروا الكتاب المقدس ما معنى قوله : (هلم يا روح من الرياح الأربع). ما المقصود بالرياح الأربع وما علاقتها بالروح


كافة التعليقات (عدد : 7)


• (1) - كتب : صالح السنوسى ، في 2022/08/21 .

الروح في ابسط تعريف علميا هو سوفت وير (( البرمجة)) من الله تسمى الفطرة والروح لا علاقة لها بالحياة والموت والدليل نفخ الروح في ادم وهو حي تقاسم الانسان الى جسم ونفس وروح

• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2015/02/03 .

اخي الطيب محمد مصطفى حياك الرب .
العقاب أولا لربما في نيّة الأكل وهذه معصية حيث ان هناك نهي عن الأكل.
الثاني قد يكون العقاب لطاعتهما للشيطان الذي استخدم قضية تلك الشجرة للايقاع بهما ، فهمّ الشيطان الأول هو ان يجعل آدم يسمعه ويُطيعه وهذا وحده كاف لأن يُطيح بآدم ويتسبب بطرده من رحمة الرب .
الموضوع استقى مواده من القصة الواردة في الكتاب المقدس وأنا في معرض نقاش تلك القصة والتوضيحات اخذتها من القرآن المقدس لأنه اكثر امانة واكثر وضوحا . واما تسمية (شجرة الخلد) فهي في التوراة كذلك فإنها شجرة الخلد او شجرة معرفة الخير والشر .
ولربما انصياع آدم وحواء للشيطان لأنه (قاسمهما) أي اقسم لهما ، وبما ان فطرة الإنسان نظيفة فلم يكن يتصور آدم ان هناك مخلوق يُقسم بالله كذبا . ولذلك وثق وسمع وتناول.
تحياتي


• (3) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2015/02/03 .

وآسف
نسيت امرا آخر..
انصياع الانسان (آدم وحواء) للشيطان في الجنه يعني ان آدم رءى في الشيطان مصدر ثقه
اي انه كان اتباعي!
الاتباعيه للشيطان كان بسبب "الخيانه" للامانه منذ البدايه "خلق آدم.
لقد كان ادم ينظر الى الشيطان نظره دونيه.. لم يعي ان الشيطان امر بالسحود لادم لما يميز ادم "علم آدم الاسماء كلها"
وهو اختبارنا اليوم وامتحاننا.. ان لا نيبع "رجال الدين" على انهم العارفون.. فكم بهم من شيطان.

• (4) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2015/02/03 .

الاخت ايزابيلا
سلام الله عليك
بالنسبه للشجره فان تسميتها بشجرة الخلد هي "وفقا للقران" تسمية الشيطان
لم يذكر القران انها كذلك
هذه الايات:
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ(36)
وهنا تبدء اشكاليه جديده
اذا اكلوا من غيرها فلم يذنبوا ، لان الله يقول (وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا )
الان.. اذا كان القصد ان عقاب الله لهما كان بسبب "النيه" فهنا اشكاليه اخرى..
الله قال "وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" اي ان الامر في الجنه كان امتحانا للانسان ايضا.. اي ان الشجره كانت اداة الامتحان وليست شجرة خلد (كما قال الشيطان)
وهذا ايضا به اشكالية ما يريده الله .. اي اذا كان هناك شجرة الخلد وامر بعدم الاقتراب منها فهذا يفترض ان ادم اصلا كان مخلوق غير مخلد، وان الله لم يرد له ذلك..
ثم ان الشيطان قال ذلك باسلوب ظني.. ( إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ)
وايضا الوسواس هو "الوهم الغير حقيقي" والايه:
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)
هذا بالاضافه ان النص القرآني يشير الى التخليد فيما بعد الدنيا .. في الاخره.
الامر الثاني "الروح"
قرآنا الروح والخوض في موضوعها محدود جدا..
وهذه الايه :
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)
وهذه الايه ايضا تدخلني في امر اخر.. وهو "الامر"
فاذا كان امر الله "كلمه" فهي مخلوق بان الامر " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"
من هنا يمكن ان ندخل الى فتنة الديانات الثلاثه
اليهوديه بمفهومهم لكلام الله لموسى عليه السلام .. وتاثير ذلك على التجسيد.
المسيحيه في مفهومهم لـ "كلمة الله" عيسى ابن مريم عليهما السلام.
الاسلام في مسالة خلق القرآن "كلام الله"..
هذا ليس تفسيرا..بل هو مدخل لبحث اكثر عمقا وبشكل منهجي وصادق.
الخوض في هذا الامر اسلاميا يفرض تدبره قرآنا.. وعذرا اني ضعيف في هذا الامر..
يجب بحثه.
حفظك الله

• (5) - كتب : elfar mohamed ، في 2015/02/02 .

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا.
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
1).الرُّوحُ
2).الْمَلائِكَةُ
3).الْجِنَّ
4).الْإِنسَ
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي...? هي التي في الآربعة..1 الرُّوحُ 2 الْمَلائِكَةُ3 الْجِنَّ
4) الْإِنسَ



• (6) - كتب : عامر ناص ، في 2015/01/30 .

السيدة الفاضلة حياك الله، انقل لك راي الفيلسوف والمفسر محمد حسين الطباطبائي:
و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" (الروح على ما يعرف في اللغة هو مبدأ الحياة الذي به يقوى الحيوان على الإحساس و الحركة الإرادية ،و قد تكرر في كلامه تعالى ذكر الروح في آيات كثيرة مكية و مدنية، و لم يرد في جميعها المعنى الذي نجده في الحيوان و هو مبدأ الحياة الذي يتفرع عليه الإحساس و الحركة الإرادية كما في قوله: "يوم يقوم الروح و الملائكة صفا": النبأ: 38، و قوله: "تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر": القدر: 4 و لا ريب أن المراد به في الآية غير الروح الحيواني و غير الملائكة و قد تقدم الحديث عن علي (عليه السلام) أنه احتج بقوله تعالى: "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده": النحل: 2 على أن الروح غير الملائكة، و قد وصفه تارة بالقدس و تارة بالأمانة،و هو و إن كان غير الملائكة غير أنه يصاحبهم في الوحي و التبليغ كما يظهر من قوله: "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده"وقال تعالى: "من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله": البقرة: 97 فنسب تنزيل القرآن على قلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جبريل ثم قال: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين": الشعراء: 195 و قال: "قل نزله روح القدس من ربك": النحل: 102 فوضع الروح و هو غير الملائكة بوجه مكان جبريل و هو من الملائكة فجبريل ينزل بالروح و الروح يحمل هذا القرآن المقرو المتلو.
و بذلك تنحل العقدة في قوله تعالى: "و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا": الشورى: 52 و يظهر أن المراد من وحي الروح في الآية هو إنزال روح القدس إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) و إنزاله إليه هو الوحي القرآن إليه لكونه يحمله على ما تبين ،و أما نسبة الوحي و هو الكلام الخفي إلى الروح بهذا المعنى و هو من الموجودات العينية و الأعيان الخارجية فلا ضير فيه فإن هذه الموجودات الطاهرة كما أنها موجودات مقدسة من خلقه تعالى كذلك هي كلمات منه تعالى كما قال في عيسى بن مريم (عليهما السلام): "و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه": النساء: 171 فعد الروح كلمة دالة على المراد فمن الجائز أن يعد الروح وحيا كما عد كلمة و إنما سماه كلمة منه لأنه إنما كان عن كلمة الإيجاد من غير أن يتوسط فيه السبب العادي في كينونة الناس بدليل قوله: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون": آل عمران: 59 و قد زاد سبحانه في إيضاح حقيقة الروح حيث قال: "قل الروح من أمر ربي" و ظاهر "من" أنها لتبيين الجنس كما في نظائرها من الآيات "يلقي الروح من أمره": المؤمن: 15 "ينزل الملائكة بالروح من أمره" "أوحينا إليك روحا من أمرنا" "تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" فالروح من سنخ الأمر.
ثم عرف أمره في قوله: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء": يس: 84 فبين أولا أن أمره هو قوله للشيء: "كن" و هو كلمة الإيجاد التي هي الإيجاد و الإيجاد هو وجود الشيء لكن لا من كل جهة بل من جهة استناده إليه تعالى و قيامه به فقوله فعله.
و من الدليل على أن وجود الأشياء قول له تعالى من جهة نسبته إليه مع إلغاء الأسباب الوجودية الأخر قوله تعالى: "و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر": القمر: 50 حيث شبه أمره بعد عده واحدة بلمح بالبصر و هذا النوع من التشبيه لنفي التدريج و به يعلم أن في الأشياء المكونة تدريجا الحاصلة بتوسط الأسباب الكونية المنطبقة على الزمان و المكان جهة معراة عن التدريج خارجة عن حيطة الزمان و المكان هي من تلك الجهة أمره و قوله و كلمته، و أما الجهة التي هي بها تدريجية مرتبطة بالأسباب الكونية منطبقة على الزمان و المكان فهي بها من الخلق قال تعالى: "ألا له الخلق و الأمر": الأعراف: 54 فالأمر هو وجود الشيء من جهة استناده إليه تعالى وحده و الخلق هو ذلك من جهة استناده إليه مع توسط الأسباب الكونية فيه.
و يستفاد ذلك أيضا من قوله: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" الآية حيث ذكر أولا خلق آدم و ذكر تعلقه بالتراب و هو من الأسباب ثم ذكر وجوده و لم يعلقه بشيء إلا بقوله: "كن" فافهم ذلك و نظيره قوله: "ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة إلى أن قال ثم أنشأناه خلقا آخر": المؤمنون: 14 فعد إيجاده المنسوب إلى نفسه من غير تخلل الأسباب الكونية إنشاء خلق آخر.
فظهر بذلك كله أن الأمر هو كلمة الإيجاد السماوية و فعله تعالى المختص به الذي لا تتوسط فيه الأسباب، و لا يتقدر بزمان أو مكان و غير ذلك.
ثم بين ثانيا أن أمره في كل شيء هو ملكوت ذلك الشيء - و الملكوت أبلغ من الملك - فلكل شيء ملكوت كما أن له أمرا قال تعالى: "أ و لم ينظروا في ملكوت السموات و الأرض": الأعراف: 185 و قال: "و كذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض": الأنعام: 75 و قال: "تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" الآية: القدر: 4.
فقد بان بما مر أن الأمر هو كلمة الإيجاد و هو فعله تعالى الخاص به الذي لا يتوسط فيه الأسباب الكونية بتأثيراتها التدريجية و هو الوجود الأرفع من نشأة المادة و ظرف الزمان، و أن الروح بحسب وجوده من سنخ الأمر من الملكوت.
و قد وصف تعالى أمر الروح في كلامه وصفا مختلفا فأفرده بالذكر في مثل قوله: "يوم يقوم الروح و الملائكة صفا": النبأ: 38، و قوله: "تعرج الملائكة و الروح إليه" الآية: المعارج: 4.
و يظهر من كلامه أن منه ما هو مع الملائكة كقوله في الآيات المنقولة آنفا: "من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك" "نزل به الروح الأمين على قلبك" قل نزله روح القدس" و قوله: "فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا": مريم: 17.
و منه ما هو منفوخ في الإنسان عامة قال تعالى: "ثم سواه و نفخ فيه من روحه": الم السجدة: 9 و قال: "فإذا سويته و نفخت فيه من روحي": الحجر: 29 و منه ما هو مع المؤمنين كما يدل عليه قوله تعالى: "أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه": المجادلة: 22 و يشعر به بل يدل عليه أيضا قوله: "أ و من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس": الأنعام: 122 فإن المذكور في الآية حياة جديدة و الحياة فرع الروح.
و منه ما نزل إلى الأنبياء (عليهم السلام) كما يدل عليه قوله: "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا" الآية: النحل: 2 و قوله: "و آتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس": البقرة: 87 و قوله: "و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا": الشورى: 52 إلى غير ذلك.
و من الروح ما تشعر به الآيات التي تذكر أن في غير الإنسان من الحيوان حياة و أن في النبات حياة، و الحياة متفرعة على الروح ظاهرا.
فقد تبين بما قدمناه على طوله معنى قوله تعالى: "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" و أن السؤال إنما هو عن حقيقة مطلق الروح الوارد في كلامه سبحانه، و أن الجواب مشتمل على بيان حقيقة الروح و أنه من سنخ الأمر بالمعنى الذي تقدم و أما قوله: "و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" أي ما عندكم من العلم بالروح الذي آتاكم الله ذلك قليل من كثير فإن له موقعا من الوجود و خواص و آثارا في الكون عجيبة بديعة أنتم عنها في حجاب.)تسير الميزان للسيد الطباطبائي


• (7) - كتب : امير النافعي.ليل.فرنسا ، في 2015/01/30 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضوع جميل كالعاده ..
لم تتطرق الكاتبة لراي البوذيه والهندوسيه في مساله الروح..لهم فيها ايضا مقاﻻت واراء كثيره .
وشكرا لك
نتمنى ان تكوني بصحه جيده



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57075
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12