بعد ان عبّر العراقيون عن غضبهم من رواتب النواب والوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة، وكاد الأمر ان تلغى هذه الامتيازات لكن اولئك (الكبار) التفوا على هذه الارادة الشعبية بأن تبقى نفس السقوف العليا لرواتب (الكبار) كما يسمون أنفسهم اليوم ويقتطع قسم منها تحت عنوان (الأدخار) يعني تجمع هذه الأموال المدّخرة (اكتنزت أو استثمرت) وتحفظ لهم في نهاية فترات حكم كل واحد منهم فتقدم له مليارات الدنانير على انها حقه واستحقاقه، اين نضع الاستفهامات حول هذا الالتفاف؟ الذي لم يترك اي حرمة للشعب العراقي:
1-من قال أولاً ان هذه الرواتب هي حق شرعي لهؤلاء الكبار، انهم قرروا لأنفسهم هذه الرواتب حتى بلغ بأحدهم ان يتقاضى 45 الف دولار شهرياً وربما أكثر بكثير للبعض الآخر وكأنهم قدموا تكنولوجيا نادرة وحلولاً سحرية لهذا الشعب المظلوم.
2-صارحوا الشعب بأن رواتب (الكبار) لم تخفض ولكن يحفظ قسم منها تحت عنوان (ادخار)، وان لم تصارحوه فهو التفاف على ثروة العراق وزيادة في بؤس العراقيين.
3-الادخار المزعوم سيؤسس لطبقية مقيتة ينعم بها (الكبار) ويزداد العراقيون فقراً على فقرهم.
4-قد يطالب (الكبار) لاحقاً باستثمار هذه المدخرات على ان يعود ريعها اليهم فيزدادون ثروة على ثروتهم التي هي محل تساؤل.
5-هل فكر (الكبار) بمتوسطي وصغار الموظفين؟ كيف يرتفعون بدخول الضعفاء أو يطورون حالهم؟ واما فكرة زيادة الرواتب فهي لم تر النور وانما هي أحاديث في الأروقة ليس إلا وان حصلت فهي (نتاتيف) لا تسمن ولا تغني من جوع.
يا أبناء العراق:
لا سيما اصحاب الدخول الضعيفة من صغار ومتوسطي الموظفين العراقيين
تدبّروا أمركم قبل ان يقرّ ما يسمى بقانون الأدخار الثراء الفاحش والقاتل للبعض على حساب ابناء الشعب العراقي.
ان العراقيين يدعون الى ان يكون المسؤول مهما علت رتبته كالمسؤول في دول العالم المتحضر فلماذا تروج (الديمقراطية) وشعارات أخرى بينما يغض النظر عن مسألة حياتية يثرى فيها البعض ويشقى الشعب:
في القصر أغنية على شفة الهوى والكوخ دمع في المحاجر يلذع
لنكن شجعاناً نحن العراقيين كباراً وصغاراً مسؤولين ورعية، لنرفض هذه الامتيازات فالعراق للفقراء قبل غيرهم الذين يحمون ارض الوطن ويروونها بدمائهم، وما يحصل اليوم في مواجهة داعش والتكفريين والارهابيين يكشف عن هذه المعادلة فالمضحي هو الذي يجب أن يقدَّم على المسؤول وأصحاب الرواتب الفاحشة وليس العكس، هذا اذا كنا نريد عراقاً قوياً متماسكاً فيه نصفة وعدل.
(قل أمر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون)(سورة الاعراف: 29).
مركز دراسات جنوب العراق
alawsie@hotmail.com
28/1/2015م