إنه لجدير بنا أن نستعرض أكبر سرقة أدبية قام بها أكبر شاعر ملحمي إيطالي بل أوروبي ، ذلك هو الشاعر دانتي الذي كتب ملحمته الشعرية ( الكوميديا الإلهية ) سارقا فكرتها وجوهرها من قصة المعراج التي وردت في القرآن الكريم وفي سورة النجم تحديداً،
لقد علمنا من قبل أن طائفة من كبار الشعراء الأوروبيين مثل الألماني جوته و الفرنسي فيكتور هيجو والروسي بوشكين قد اقتبسوا من آيات القرآن الكريم متأثرين به و معترفين بذلك ، بل من هؤلاء من تواترت أدلة ظنية قوية على اعتناقه للإسلام ، والأثر الإسلامي والعربي أيضا قوي جدا لدى شكسبير وهو الشاعر الأوروبي المسرحي الأوحد .
لكنّ دانتي على خلاف هؤلاء سرق من القرآن الكريم ملحمته الشعرية التي ما فتيء الأوروبيون يتباهون بها إلى اليوم ، ولكنه يُخفي سرقته متأثرا بالتعصب الأعمى السائد في القرون الوسطى ضد الإسلام ، ولقد قسّم دانتي ملحمته الشعرية (الكوميديا الإلهية ) إلى ثلاثة أقسام كبيرة وهي الجنة والجحيم والمطهر.
والأدلة عديدة على سرقته لفكرة ولمبنى ملحمته الشعرية من القرآن ، نذكر منها :-
1- معراج النبي (ص) الوارد في القرآن وفي الأحاديث الصحيحة لم يرد مثله لنبي في الإنجيل ، وفي معراجه (ص) على البُراق إلى السموات السبع التقى بالأنبياء (ع) فردا فردا ورأى الجنة والنار وأصحابهما ، ودانتي في معراجه يستبدل الأنبياء ويذكر انه التقى بالشعراء بدلا من الأنبياء .
2- أبو العلاء المعرّي في "رسالة الغفران" سبق دانتي إلى أخذ فكرة رسالته من معراج النبي (ص) فكلاهما يشتركان بنفس الفكرة.
3- بعض كبار النقاد الأوروبيين مثل الأسباني ميغيل بلاثيوس أكّدوا على أن دانتي سرق فكرة ملحمته الشعرية من معراج النبي (ص) ، والأخير أورد ذلك في كتابه "إيمان المسلمين في الآخرة في الكوميديا الإلهية".
أراد دانتي أن يُخفي سرقته البلقاء فتطاول على شخص الرسول (ص) والامام علي (ع) فذكرهما بالاسم في أهل الجحيم ، كما ترجم الشاعر الانجليزي هنري ودزورث المقطوعة التي ذكرت هذا التطاول الى اللغة الانجليزية وهذه ترجمتها التقريبية باللغه العربية.
* ارى محمد كيف انه مشوه،
وعلي امامي يدور ويبكي،
والشق في الوجه من الناصية وحتى الذقن.
  فيالك من سارق لعين وذميم ،  فالمسروق الذي أردت أن تستره، اظهرته انت بحماقتك وتطاولك،
وكما قال المتنبي :
وأظلمُ أهل الظلم من بات حاسدا   لمن بات في نعمائه يتقلّب،