كتابات في الميزان / وليم ويردزويرثWilliam Wordsworth (قصيدتان)

يُعتبر الشاعر وليم ويردزويرث(1770-1850) أعظم شعراء الطبيعة الانكليز، فهو في طليعة الشعراء الرومانسيين Romantic poets الذين احبوا الريف، وكتبوا عن الناس البسطاء وعن الاطفال. وقد اجتذبتهم اغراض اخرى من قبيل الحب والمغامرات والتاريخ والسحر، فكتبوا عنها ايضا.

درس ويردزويرث في جامعة كيمبرج، وأمضى جل حياته في منطقة البحيراتLake District، وهي من اجمل الاماكن في بريطانيا.

فيما يلي ترجمة لاثنتين من قصائده:

(1) قوس قزح

يثبُ قلبي فجأةً حينما أُبصر

قوس قزح في السماء:

كان الامر هكذا عندما بدأتْ حياتي؛

وهو هكذا الآن وانا بالغٌ اشُدي

وليكن كذلك عندما ابلغ من الكبر عتيا

والا فخير لي ان افارق الحياة!

فالطفل أبو الرجل؛

واتمنى ان تكون ايامي

موثقة ببعضها بوثاق حب الطبيعة.

(2) نحن سبعة

التقيتُ صدفةً فتاةً تسكن الاكواخ،

كانت تقول ان عمرها ثمان سنين؛

وكان شعرها كثيفا ومليئا بالعقائص

التي تجمعت حول رأسها.

كانت عليها سيماء الريف ومظهر سكان الغابات،

وكانت ترتدي لباسا بريا؛

كانت عيناها جميلتين، في غاية الجمال،

--ملأني جمالها بالنشوة.

سألتها: "بين فتيان وفتيات، يا صغيرتي

كم يبلغ عددُكم؟"

قالت: "كم نبلغ؟ كلنا سبعة"

وكانت ترمقني بدهشة.

"واين يسكنون؟، ارجوك ان تخبريني"

اجابتني: "سبعة نحن،

اثنان منا في كونوي يسكنان،

واثنان ذهبا الى البحر

واثنان منا يرقدان في باحة الكنيسة،

اختي واخي،

وفي كوخنا في باحة الكنيسة،

اسكن قريبا منهما مع امي."

"قلتِ ان اثنين في كونوي يسكنان،

واثنين ذهبا الى البحر،

ومع ذلك فعددكم سبعة؛ ارجوك ان تخبريني

يا صبيتي الجميلة، كيف يمكن ان يكون ذلك؟"

عندئذ اجابت الصبية الصغيرة:

"سبعة نحن بين صبيان وصبايا؛

اثنان منا في باحة الكنيسة يرقدان،

تماما تحت شجرة باحة الكنيسة."

"انت تطوفين يا صبيتي الصغيرة

فاعضاؤك مفعمة بالحياة؛

فلو كان اثنان مدفونين في باحة الكنيسة،

فانتم خمسة فقط."

اجابت الصبية الصغيرة:

"قبراهما لازالا اخضرين

على بعد اثنتي عشرة خطوة او اكثر من باب امي،

وهما جنبا الى جنب،

"فغالبا ما احيك جواربي هناك

واكف حاشية غطاء رأسي هناك؛

واجلس مفترشة الارض هناك،

واغني اغنية لهم."

سألتها: كم عددكم اذن،

اذا كان اثنان في السماء؟"

فأجابت الصبية الصغيرة،

"اجل يا سيدي، نحن سبعة."

"لكنهما ميتان؛ اولئك الاثنان ميتان!

فروحاهما في السماء!"

كانت تلفظ الكلمات ارتجالا؛ لأن الصبية الصغيرة ما زالت مصممة على بلوغ مأربها،

فقالت "كلا، فنحن سبعة."

ترجمة د.حميد حسون بجية