الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض) رمز الوحدة الوطنية في العراق
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ، يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)(التوبة20-22).
عاش الشهيد السعيد السيد مهدي الحكيم (رض) حياة ملؤها الجهاد في سبيل الله، وتحمّل أشدّ الآلام من أجل ان يتخلص العراق من ظلم البعث الصدامي الجائر، وعاش غريباً تلاحقه عيون النظام البائد وإجرامه، لكنه لم يأبه بكل تلك الملاحقات فقد عمل وجاهد بثبات وأسس الكثير من المشاريع الفكرية والخدمية وأوجد علاقات عمل مؤثرة للمعارضة السياسية العراقية –آنذاك- حتى كان قطباً شاخصاً وكبيراً في جمع اطراف المعارضة العراقية بكل انتماءاتها وتوجهاتها خارج العراق وقد اتفق الجميع على انه الشخصية التي بأمكانها ان تجمع الشتات ويقبل بها كل الاطراف فكان دمث الخلق سمحاً متواضعاً لم تهزّه الاغراءات ولم تثنه التهديدات، وكان يومها الشخصية الأبرز والقاسم الذي تشترك فيه كل أطياف المعارضة وكان بحق رمزاً وحدوياً في العمل المعارض للنظام الدكتاتوري البائد.
واليوم وبعد سقوط الصنم عام 2003م وما حصل من تغيير في الواقع العراقي بكل ملابساته القائمة عاد الشهيد السيد مهدي الحكيم مرة أخرى أسوة ورمزاً للعمل المشترك، ومن هنا ندعو كافة أخواننا السياسيين في العراق ان يتدبروا سيرة هذا الشهيد الكبير وكيف كان يضحي من أجل العراق ويبني من أجل العراقيين فقد ذاب شخصاً وخلد شهيداً شجاعاً باسلاً حين طالته يد الأجرام الصدامي على ارض السودان سنة 1988م.
رحم الله الشهيد الغالي وحفظ الله العراق قوياً موحداً ببركة دماء شهداء العراق.
ولله الحمد أولاً وآخراً.
مركز دراسات جنوب العراق |