لست ممن يريد اثارة المواجع ولكني ممن يشير الى الظواهر التي تؤدي الى المواجع !, وكان ابرز ما يثير ذلك عندما يكون المسوؤل في اية مؤسسة ادارية مفرّطا بأرزاقه واعظم رزق كما هو واضح في العنوان هو الأخلاق !! ولا نريد ان نكون مشوهين للشرفاء ممن حملوا الضمير وأناروا درب الانسانية بسلوكهم الأخلاقي العظيم فهم كثر وندعو لهم بطول العمر ولعلني واحد ممن كان لهم الفضل عليّ في التربية في أعظم صورة وفي أكمل وجه بحيث كنت اتمنى تقبيل ايديهم التي علّمتني وربّتني والهمتني خلقا رفيعا!.
وعلى ضوء تلك التربية فاني ادعو المسؤولين ممن يراقبون السلوكيات بعين الضمير والوجدان الى الالتفات لظاهرة التفريط بالأخلاق التي هي كنز الارزاق بحيث تتم محاسبة من اساء ويسيء الى المؤسسة التي ينتمي اليها ويتم ذلك من خلال التقييم السنوي المستمر - و اشدد على السنوي لان الظاهرة ستكبر اذا طالت المدة - للحوادث ومن المعروف ان للمؤسسة الحق في تكوين سمعة نموذجية ترتقي بالإنسان ويكون التقييم جادا مع من يفرط بسمعة مؤسسة ما في السلوك الخلقي !!
و لعلنا نسمع الحكايات المؤلمة التي تثير القلق في المجتمع السوي وأخطر ما في ذلك أن تكون تحت أقنعة متعددة يسندها مع من تحالف مع الشيطان بشكل خفي في حالة اتخاذ القرار ! ف تتساءل الناس دائما لماذا ؟ - اذا كان فلان الفلاني مسيئا للخلق الكريم وقد تكرر ذلك في أكثر من حالة ..لماذا يسكت المسؤولون وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته !!..هذا التساؤل يثير الشبهات ويضعف الثقة بين افراد المجتمع والمؤسسات العامة .ولا تتقدم الامم الا بأخلاقها العظيمة فاذا فرّطت بتلك الأخلاق فإنها فرطت بكيانها ووجودها ولا تكون المؤسسة نموذجية ورئيسها سيء الخلق!!
ان استغلال المناصب في ادارة الدولة بما يسيء الى الخلق الرفيع من أخطر الآفات في المجتمعات السليمة ولا يكون علاج ذلك الا بأقصاء المشوهين لها وبوضع الانسان الحقيقي الذي يحكمه الضمير والخوف من الله بما يرتقي بالإنسان وبما يعكس الصورة الحضارية للمجتمع الحقيقي بما يطمئن النفوس |