• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وحشية احفاد هولاكو الجدد .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

وحشية احفاد هولاكو الجدد


دأبت ثقافات داعش , التي تمثل اقصى حدود  التطرف الديني المتشدد والمتزمت , وبروح متصلبة بالعدوانية والانتقام من الاخر , ومن كل الثقافات التي تنتهج قيم التسامح والاخاء والتعايش . ان هذا النهج الداعشي  يقود الى قراءة مغلوطة ومنحرفة , في اسلوب تعامهم مع الواقع ومتطلبات المرحلة والظروف العصر الراهن  , وانهم  ينحازون  عنوة الى ترسيخ اسس الثقافة الارهابية , وفرضها بقوة التسلط والقمع والبطش والتنكيل , وهم  يقترفون  ابشع الاساليب فظاعة بحق  المواطنين , و يرتكبون  وحشية اخلاقية  بأسم الاسلام , وهذا لا يمت باية صلة وعلاقة مع الاسلام ويتبرأ من تصرفاتهم وسلوكياتهم المنحرفة والشاذة  , لان دعائم ثقافتهم الاساسية التي يسترشدون بها , هي بمثابة ماكنة لتوليد الخوف والرعب والارهاب ,   وتصديرها الى المواطنين المكبلين تحت قبضتهم ورحمتهم  , اي انهم يحملون  كل الصفات الوحشية . انهم نتاج ثقافات رذيلة بقذارة  العصور الظلامية والدموية في سفك الدماء , كما يمارسها تنظيم داعش الارهابي والمنخرطين في فلكه بشكل يومي وعلى نطاق واسع  , في استباحة القتل ونصب المشانق لقطع الرؤوس  . وما نشهده اليوم من سلوكيات وتصرفات  منحطة وسادية  , مجبولة بالخرافات والشعوذه وتجهيل العقل , انها تمثل اعلى مرحلة من السلوكيات المدمرة , وتقمع كل شرارة امل  في النفس  ,  وتجعل الحياة عبارة عن جحيم اوسجن مظلم تتعايش فيه الكوابيس الظلامية المفزعة  , فعندما سيطرت واحتلت عصابات داعش , الموصل ومناطق اخرى شاسعة من العراق , ركزت اهتمامها بالانتقام الاعمى والحقد الدفين  , على كل  المعالم الحضارية والعلمية والثقافية وكنوز الاثار , بالتخريب والهدم , ولم تشبع غريزتهم الوحشية والعدوانية ,  فكان نقمتهم العدوانية في  هدم مراقد الانبياء والمعابد  الدينية والكنائس ومنها التاريخية , من اجل قطع كل صلة وعلاقة , في الارث الحضاري والتاريخي والثقافي والديني , بذلك ليثبتوا للعالم اجمع , بانهم احفاد الوحشية وابناء اوفياء لعصور الظلام  , وضد العلم والثقافة , اي انهم يكشفون بوضوح  عن هوياتهم وانتماءتهم وعقيدتهم  , بانهم احفاد مخلصين للثقافات الارهابية والدموية بالعدوانية المتوحشة , وهم يعتقدون بهذه الممارسات سيجعلون النصر في متناول اليد وبسهولة للغاية  , وامكانية   ارجاع عقارب الزمن الى الوراء لعصور طويلة , وان الجهل والخرافات والشعوذة ستنتصر  على والعلم والتطور والحياة المدينية  , طالما  سوط القمع والبطش والقتل لن يتوقف  , فان الحكم والسلطة باقية  في ايديهم الى الابد ,  وان المواطنين سيكونون كالقطيع الاغنام , بهذه الغرائز  البهيمية ينتقمون من الحضارة والعلم والتاريخ والانسان , لكنهم تناسوا وتجاهلوا بالغباء والسذاجة والعنجهية , بانهم يشعلون نار  الرفض والتذمر والغضب والادانة الشاملة  , انهم يعجلون بساعة قرب  رحيلهم وهزيمتهم المحتومة , وكلما اوغلوا في الارهاب والطغيان والظلم   , كلما اقتربوا اكثر من حتمية هروبهم وانكسارهم , انهم يخوضون حروب خاسرة , لانهم يعيدون انتاج سلوكيات العصور الوحشية والمتحجرة  , انهم يحشدون الرأي العام  داخل العراق وخارجه ضدهم , لانه لا يمكن ان يلوذ بالصمت ضمير العالم الانساني , ووجودهم يمثل عار على الانسانية قاطبة . فقد ارتكبوا جريمة بشعة ضد العلم والثقافة والفكر , بحرق  آلاف الكتب التي جمعوها من البيوت والمكتبات الحكومية والاهلية , واشعلوا نيران فيها , وامام  انظار المواطنين , لاطفاء عدوانهم السادي والهمجي ضد منابر العلم والفكر , وليبرهنوا للعالم , بانهم لا يممكن ان يتعايشوا مع التطور والحياة المدنية المتحضرة , وانهم انصار عالم الخرافات والجهل والشعوذة , وبهذه الجريمة البشعة يخسر العراق كنوزه العلمية والفكرية والثقافية ,و بهذه العدوانية المتوحشة , يعتقدون  بان الارهاب الفكري والثقافي ,  يطول عمرهم اكثر من السقوط المحتوم , واقتراب ساعة الخلاص منهم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56740
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13