تقسيم المقسم وتفتيت المفتت امر طبيعي ، اذا لم ينهي مسيرته تجاه اللاعودة فهو ذاهب نحو الأفول ، سواء انتفضتم ام لم تنتفضوا فسيقومون بأحتلال ما يشاؤون ، بقصار الجمل حادثة شارل ايبدو لا تمثل فاصل بين قبل وما بعدها ، لانها تتكرر دوريا ً ولا تعتبر حدثا ً لم يسبقه مثيل ، وإنما هي مخدر اخر كأحداث سبتمبر التي لم تكن فاصلا ايضا ً بالنسبة لنا على الأقل لان بعدها مكمل لما قبلها من سياسات لم يختلف فيها سوا طريقة الالقاء من الكلام الناعم الى الكلام المشدود بنفس الوسائل والأدوات ، فالغرب وان لم يعد يحتاج الى ذريعة لأي سياسة تجاه الشرق الأوسط فهو ماض ً في إعطاء المبررات ليريح ضمائر المتأسلمين التي قد توقظهم أطراف السحر ، فالشرق الأوسط الجديد اصبح مصطلحا ً من الماضي ، ومشاريع الغرب معروفة ولاتحتاج الى عقل نير ليفهمها ، فأسرائيل باقية وتتمدد ، وسوريا ماضية نحو تقليم أظافرها ، وموضة الخليج أصبحت قروية وتحتاج لحداثة ، وعراق حائر بطوائفه وأعراقه ، وإيران تصارع في سبيل كرامتها ، وتحرك أدواتها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغير مستعدة للدخول في حرب تدمر كل ما حققته دبلوماسيتها النووية ، والمد الشيعي همه المحافظة على مقدساته والسنة كابوسهم الأكبر ايران ، والغرب وحدته استراتيجية وخلافاته تكتيكية إعلامية ، والعالم سائر نحو اللا توازن ولن تعيد توازنه حتى حرب عالمية ، لان الغرب أخذ عبرة من الحربين ، ونحن اخذنا النسب المئوية منها فقط .