• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحديات كبيرة تواجه أسامة النجيفي .. أبرزها التحدي الإقليمي .
                          • الكاتب : سراب المعموري .

تحديات كبيرة تواجه أسامة النجيفي .. أبرزها التحدي الإقليمي

تحديات كثيرة وخطيرة يجد أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية نفسه انه في مواجهة صعبة معها..وهو يحث الخطى بين كل تلك الصعاب عله يتمكن من تذليل عقباتها لكي لاتقف حجر عثرة تحول دون تحقيق اهداف عظيمة ترتقي الى عظمة العراق ارضا وشعبا وتأريخا ووجودا.
البعض من هذه ( التحديات ) سياسي محلي يتعلق بمواقف قوى سياسية تتصارع على كراسي السلطة واخرى تشاركه ركوب السفينة، لكن ( البعض ) منهم يريد ان تتجه الى صوب آخر ، وبعضهم يحمل معوله عله يجد له ( ثقبا ) في قاع هذه السفينة لكي تغرق بمن فيها!!
وآخرون من بقية كتل سياسية يصطرع معهم ، وكل لها اهدافها واجندتها وأفئدتها، لكن الحفاظ على وحدة الكلمة بين كل هذا الجمع الذي يصطرع في الوطن المحتل المزق تبقى مهمة صعبة ومعقدة الى الحد الذي ينظر الكثيرون الى ان مهمة الحفاظ على وحدة العراق مما تواجهه من تحديات يكاد يكون أشبه بالمستحيلات!!
واحدة من هذه التحديات: هو التحدي الايراني وما يريد تنفيذه من اجندة تخدم هدف الدولة الايرانية في المقام الاول، في ان يكون بمقدورها ان تفرض سياساتها على الداخل العراقي، وهي في المشاركة في المواجهة مع داعش تزيد الوضع العراقي الممزق تعقيدا، وتضيف ( اختلالات ) خطيرة الى المعادلة العراقية المتأرجحة!!
وتحد آخر هو التحدي التركي الذي لديه رؤى واجندة ربما لاتقل خطورة عن التوجهات والاطماع الايرانية، وان كان ظاهريا يبدو وكأنه الخطر المؤجل، لكن تدخلات الدول الاقليمية تخفي وراءها اهدافا لاتريد للعراق خيرا بكل تأكيد!!
التحدي الاخر، هو التحدي الكردي، الذي لديمه هو الاخر ( مطامع في الاقليم العراقي، وهو يبدي استعداده للتعاون ولكن مقابل ( تنازلات ) قد يضطر ( البعض ) لتقدبمها من اجل ان يظفر بطرد عدو متمترس في اكثر من محافظة عراقية وبخاصة في نينوى، الا وهو سيطرة داعش على مقدرات الواقع العراقي المرير!!
فمن وجهة نظر متابعين للشأن العراقي ان كلا من ايران وتركيا ، لديها آمال في ان تفرض جغرافيتها على مناطق في العراق ، كل على مقربة من حدودها، فديالى القريبة من الحدود مع بلاد فارس تبقى مطمعا يفتح شهية الايرانيين للتوسع تحت الغطاء الطائفي!!
وبالمقابل فأن تركيا لديها اطماع في العراق، وتنظر بعين العطف على الموصل ، وتجد في المعادلة الطائفية انها قد تكون من حصتها، أو على الاقل تحفظ وجودها القومي التركماني في العراق مقابل الدولة الكردية الحالمة بالاستقلال عن الوطن الأم!!
اما اطماع القوى الدولية الكبرى فهي معروفة ، لانها مكشوفة وواضحة الاهداف والتوجهات وان كانت نواياها الحقيقية مضللة ومخادعة ، لكن العراقيين خبروها وعرفوا مراميها، وربما تكون المواجهة معها هي ألاكثر سهولة مقارنة بالتحدي الاقليمي.
وفي الداخل يشكو النجيفي من ظلم ( الحلفاء ) المنضوين تحت ائتلافه ومن كثرة تآمرهم عليه، لأنه الرجل الوحيد ربما الذي ينظر الى نفسه ان يريد الحفاظ على علاقة طيبة مع الجميع دون ان يفقد العراق ولو شبر واحد من أرضه، ويبقى محافظا على  الحد الادنى من الوحدة والعيش المشترك بين أبنائه!!
ولا يخفي الكثيرون ان النجيفي ربما ينظر الى ان حلفاءه هم الاكثر تآمرا عليه ، ولنقل في الحد الأدنى انهم الاكثر في البحث عن حالات اعادة للخارطة السياسية لتوزيع القوى يكون فيها ( الضعفاء ) ومن لديهم اجندة خاصة هم المسيطرون، أما من بقي متحالفا معه وهم يرون في قوة شخصيته ومكانته وبقاء هذه الشخصية نظيفة لم تتطلخ اياديها بشائبة او حالات فساد، انها قد تقف حجرة في توجهات البعض لأن ينفذ اجندته التي يخطط لها خارج ائتلاف ( متحدون ) الذي ربما يتحول الى ائتلاف ( مهلهل ) ان انشق عنه ( البعض ) من الحلفاء، وهم ( أي المتآمرون ) في داخل انفسهم لايجدون انهم سيشكلون ( رقما صعبا ) ان انفصلوا عنه في هذا الوقت العصيب، ولهذا فهم يسعون للاحتماء تحت عباءته ليحفظ لهم بقية كرامتهم، في مواجهة حيتان اخرى تريد ابتلاعهم!!
أما الكتل السياسية الاخرى من خارج دائرة المكون العربي، فهي بالرغم من انها ترتبط بروابط وثيقة مع أسامة النجيفي وتكن له الاحترام لانه بقي ربما الوحيد الصافي النبع والمحافظ على الامانة والعهد،فهم لاينكرون ان في دواخلهم صراعات بين كياناتهم ليس بمقدورها المحافظة على قوة هذه العلاقة ومتانتها لأن ( أطرافا ) أخرى في التحالف الوطني لايودون رؤية علاقة جيدة بين قادة التحالف الوطني والنجيفي، الذي بقي الاكثر نظافة في القيم والاخلاق ووحدة الكلمة!!
بين كل هذه الصراعات والتحديات تتصارع سفينة العراق في بحر هائج تتلاطم أمواجه شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا، أعلى واسفل، ويبقى العراقيون كشعب طيب اوقعته الاقدار في مهاوي التمزق واشكال مختلفة من الاحتلالات ، هو الوحيد الذي يرى نفسه انه في مواجهة مصير مظلم ومستقبل مجهول، لكن ايمان الرجل بالله الواحد الاحد وبالعراق الواحد الموحد، وبشعب العراق الذي يأمل ان يرتقي الرجال الرجال الى مستوى الآمال، علهم يجدون في كل شريف بقي يصارع كل هذه التحديات، ما يحقق لهم بعض آمالهم في ان يحفظ للعراق بقية هيبته، وبالرغم من ان الآمال وسط كل هذا الركام الثقيل من التحديات ، يبقى يصطدم بكل هذه الأطماع من غربها ومن شرقها، لكن اخيار العراق لديهم بقية أمل وفسحة من رحمة السماء أن بامكانها ان تعيد للعراقيين بعض بسمتهم، ويعود العراق كما كان ، أو على الأقل بدون ان يتحول الى كانتونات طائفية وقومية ومذهبية تتقاسم جسده، والتاريخ لابد وان يسجل بأحرف من نور لمن وقف الموقف الذي يستحق ان يرفع هامات الرجال الى حيث المعالي، والأمل معقود على العراقيين وبقية رجالهم الشرفاء بأن يحفظوا لهذا البلد وحدته وكرامته وحريته، وان تنهار على رؤوس المتامرين كل المحاولات، لتتحطم على صخرة الصمود العراقي، وتبقى مشيئة الخالق وحدها بمقدورها ان تعيد الموازنة المختلة، وتحافظ على هذا البلد الطيب من ان يكون طعما سائغا لقوى تتصارع من اجل ان يكون ( غنيمة ) كل يقتطع من جسده ما يروق له، كي يضيع دم العراقيين بين القبائل، لكن ارادة الاخيار قادرة على أن تلوي عنق الارادات الشريرة بثبات مواقفها، وان لاتخشى في الله لومة لائم، ويبقى العراق بعون الله، وطن العراقيين جميعا من زاخو الى الفاو ومن غرب الانبار الى اقصى شرقها، وحفظ الله العراق والعراقيين من كل مكروه، انه نعم المولى ونعم النصير.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56640
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13