الدكتور قاسم حسين المحترم.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أحيط جنابكم الكريم علما أني لم أنتمي لجهة سياسية أو غيرها في العراق كي لاتصبغني بصبغة معينة. أقول بإختصار شديد إذا كان جنابكم الكريم هذه نظرته وتحليلاته ودراسته للمجتمع فكيف سيكون حال المسكين الأمي الذي لايجيد القراءة والكتابة. الذي لفت إنتبهاي أكثر من غيره في مقالكم هذا هو أنكم في حرم أمير المؤمنين عليه السلام قد سألتم رجلا بسيطا قصد زيارة من يعتقد بشفاعته غدا يوم يأتي كل أناسٍ بإمامهم،مثلكم ياسيدي عليه أن يسأل أهل العلم والخبرة والمعرفة ويناقشهم أفكارهم, أتعجب واقعا من رجل أستاذ جامعي أن يسأل رجل عاميّ ويبني على ذلك بنيانا لاصحة له إطلاقا ولادليل علمي ومنطقي يسنده. هذا اولا وأما ثانيا فالذي قلته جنابك لم نره نحن يوما في النجف وتحديدا في الصحن الحيدري المطهر او في الروضة والحضرة العلوية المقدسة. النجف مدينة العلم ياسيدي إن كنت جاهلها ومدينة الأدب إن لم تسمع بها ومدينة المعرفة إن أردت أن تنكرها. في الحرم العلوي المطهر يصلي المسلمون بصلولاتهم حسب مذاهبهم. أنا شاهد عيان منذ صغر سني كما اننا نصلي في مساجد أهل السنة على طريقتنا. ياسيدي العجب العجاب أن يقول مثلك مثل هذا الكلام ونحن بأمس الحاجة إلى الوحدة ورص الصفوف ومحاربة الأرهاب والتطرف. هل تنكر ياحضرة الدكتور ما نقلته وسائل الأعلام من وفود أخوتنا أهل السنة وأخوتنا الصابئة وأخوتنا المسحيين وحتى من الأوربين زيارتهم لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم الحرام وفي الزيارة المليونية في أربعينيته. مثلكم ياسيدي يفترض أن يدعو الناس إلى الوحدةوالتآلف ونبذ الخلافات العرقية والمذهبي لا أن يذكيها. ليس لي مع جنابكم سابق معرفة إلاّ اللهم هنا وعلى ماأتذكر في موقع النور المبارك أني علّقت على إحدى مقالاتكم في موضوع المرأة تصل إلى عقل الرجل أو قلبه عن طريق معدته وهناك كان عجبي مثل عجبي اليوم, اسألكم سؤال بريء وبسيط جدا: هل تدرسون مثل ها في جامعتكم وتحسبوه علما ينتفع به الطلاب؟؟. أرجو من الدكتور أن يتسع صدره لمداخلتي كما أرجو منه ايضا أن يكون مثالا وطنيا يحتذى به وأن يكون كذلك موضوعيا وان يخاطب العقلاء ويناقشهم ليستفيد من حكمهم في الحياة والمجتمع. الملاحظة الثانية: كربلاء مدينة مقدسة عند من يقدسها وعلى زائرها أن يلتزم بمراسيم المدينة المقدسة وليس في هذا شيئا مخالفا للحرية الشخصية ولا الحريات العامة. كانت مارغريت تاتشر حينما تزور الهند وتذهب إلى معبد هندوسي تمشي حافية وتخلع نعليها. كيف لاتخلع نعليك وانت في الوادِ المقدس طِوى يادكتور. نحن نحترم كل الديانات والمذاهب والطوائف ، نحترم الأنسان لأدميته لا لأنتماءه. واقعا كنت قبل قليل أتكلم مثل هذا الكلام مع طالب في المرحلة الأعدادية وآسف أن أقول ذات الشيء هنا لجنابكم. نريد من ننتفع بعلمه إن كان حقا عالما ولانريد من يسخر من معانات شعبه وينظر إليهم نظرة المشفق المتصدق. نريد من يتحاور إن كانت لدية تساؤلات لا أن يتهكم على طائفة بكاملها ـ أي طائفة ـ. نريد من يعيننا في إصلاح الحال ولانريد من ينخر في البنيان. نريدك يادكتور أن تكون السبّاق في علاج التخلف الفكري والحضاري ولانريدك أن تسخر. السخرية ليست لباس العلماء والمثقفين. العلماء يرشدون الناس سبيل الرشاد والمثقفون ينشرون الثقافة أينما حلّوا. دمت بخير وعافية دكتور. تحياتنا / |