• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : لماذا تصر "شارلي إيبدو" على الإساءة ؟ .
                          • الكاتب : نبيل لطيف .

لماذا تصر "شارلي إيبدو" على الإساءة ؟

مرة اخرى ، بعد مرات ، تصر مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة على موقفها من توجيه الاساءات والاهانات لمقدسات المسلمين ، تحت يافطة حرية التعبير ، عدم الرضوخ للارهابيين ، فيما بات من شبه المؤكد ان ما تقوم به المجلة لا علاقة له بحرية التعبير ، ولا رفض الرضوخ للارهابيين ، بل ان هناك هدفا تسعى المجلة تحقيقه على المدى البعيد ، بدفع من اليمن الفرنسي المتطرف.

اليوم الاربعاء 14 كانون الثاني / يناير تصدر مجلة "شارلي ايبدو" عددها الاول بعد الهجوم الارهابي التي تعرضت له في 7 كانون الثاني/يناير واوقع 12 قتيلا وعشرات القتلى ، وترجم هذا العدد الى عدة لغات منها العربية والتركية وطبع منه ثلاثة ملايين نسخة في الوقت الذي لا يتجاوز عدد نسخ المجلة عادة 60 الفا.

ويظهر على الصفحة الاولى من عدد اليوم للمجلة ، رسم جديد للنبي محمد       (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو ما يؤكد ان الجهات التي تقف وراء المجلة ماضية في مهمة استفزاز المسلمين عبر السخرية من مقدساتهم ، دون ادنى مبرر ، وهي تعرف ان تصرفها هذا سيتفز مشاعر الاخرين ، وهو ما سيستغله متطرفون مثلهم في الجانب الاخر ، او المحسوبين على الجانب الاخر ، كما حصل في 7 كانون الثاني / يناير ، وما تبعه من تداعيات ، كان فيها المسلمون الخاسر الاكبر ، بينما الصهيونية وممثلها الابرز بنيامين نتانياهو كانوا اكبر الرابحين ، عندما اعتلى الموجة ودعا يهود فرنسا الى الهجرة الى فلسطين المحتلة.

الاصرار على الاساءة والسخرية من مشاعر اكثر من مليار ونصف المليار مسلم  بهذا الشكل الفج ، لا يمكن تفسيره الا بوجود مخطط تكون هذه الرسوم بداية لتنفيذه ،  والا فان اي انسان عاقل يعرف جيدا ان الرسامين والقائمين على امر المجلة يدركون جيدا ما الذي يقومون به وما هي طبيعته ، فهم على علم تام بالفرق بين حرية التعبير ونقد وجهة نظر مخالفة بالدليل والمنطق ، وبين الاستهزاء بهدف الاستفزاز والتحريض.

ان ما يقوم به متطرفو "شارلي ايبدو" ومتطرفو "داعش" ، يندرج في اطار خطة محكمة ، تشرف عليها جهات يمينية متطرفة في اوروبا ، تعمل في خدمة الصهيونية العالمية وبدعم من ادواتها الاقليميين ، وكشفت تظاهرة باريس ضد الارهاب عن بعض هذه الجهات والداعمين الاقليميين من الذين ساهموا في صناعة ودعم وتسليح "داعش" واخواتها في سوريا والعراق ،  بدء من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، ومرورا برئيس وزراء تركيا داود اوغلو ، وانتهاء برئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.

ان الكلمة التي القاها الرئيس الفرنسي هولاند والتي اكد فيها ان فرنسا ليست في حرب ضد الاسلام بل ضد الارهاب ، لا يمكن ان تقنع الاخرين ، فالارهاب ليس فقط من يحمل سلاحا ويغتال الاخرين ، بل ان بالامكان اغتيال الاخرين بالكلمة البذيئة و الرسم الساخرالاستفزازي ، وهو ما تفعله "شارلي ايبدو" تحت مراى ومسمع حكومة هولاند ،  التي تستطيع ان توقف هؤلاء عن السخرية من مقدسات الاخرين ، كما اوقفت كل بحث علمي رصين عن المحرقة اليهودية واعتبرتها من المحرمات ، فامتثل الجميع.

التحريض على المسلمين في اوروبا والعالم الغربي ، وجعلهم دوما في قفص الاتهام ، عبر اظهارهم بمظهر القتلة والمجرمين ، وتشويه صورة الاسلام العظيم ، وتبييض وجه العصابات الصهيونية التي ارتكبت ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الاعزل ، ودفع اليهود في اوروبا للهجرة الى فلسطين المحتلة ، والامان في اذلال المسلمين وتفتيت بلدانهم وشرذمة شعوبهم ، هي بعض اهداف اليمين المتطرف في الغرب ، و"داعش" واخواتها في الشرق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56429
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12