بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الشيخ محسن الأراكي رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران

السلام على من اتبع الهدى

يؤسفنا أن نصرف دقائق من وقتنا لكتابة هذه الرسالة إليك لولا الإستخارة التي طالعتنا بالآية (29) من سورة الرعد: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)
صدق الله العليّ العظيم

وأما بعد:

ليس غريباً منك أن تتجاسر من غير علمٍ ولا تقوى على صرحٍ رفيع المستوى مثل صرح الفقيه المحقّق سماحة المرجع الربّاني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام عمره الشريف) ذلك لأنك وليد فكرٍ حزبيٍّ إحتكاريٍّ للنفس وإقصائيٍّ للغير طالما تجاسر على المراجع وتسلّل في الحوزات وشوّه عقائد التشيّع الأصيلة منذ انعقدت نطفته المشبوهة قبل ولادتك!!

أبداً لم نستغرب منك يا شيخ الوحدة الإسلامية الذي ضيّع الأقربين لحُبّ الأبعدين وأنت ممن ينطبق عليه قول الإمام الرضا (عليه السلام) لأحد أصحابه: "إن ممّن ينتحل مودّتنا أهل البيت مَن هو أشدّ فتنةً على شيعتنا من الدجّال.
يقول الراوي: فقلتُ بماذا؟
قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر فلم يُعرَف مؤمنٌ مِن منافق".

إعلم يا شيخ.. وليعلم الذين من ورائك أن الأوزار التي تحملها بكلماتك إلى يوم القيامة ستوردك إلى عقابٍ لا ينفع معه الندم!!
فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): "إِنَّكم في آجال مَقبوضَة، وَأيَّام معدودة، والموت يأتي بَغتةً، من يزرعُ خيراً يحصد غِبطَةً، ومن يزرعُ شَرّاً يحصد نَدامَة، ولِكُلِّ زارعٍ زرعٌ، لا يسبق البطيءُ منكم حَظَّهُ، ولا يدرك حريصٌ ما لم يُقَدَّرُ لَهُ، من أُعطِي خيراً فاللهُ أعطاه، ومن وُقِي شراً فاللهُ وَقَاه".

وهذا ربّنا تعالى يهدّد حبيبه المصطفى وهو أشرف الكائنات قائلاً: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ)...

فماذا لو تقوّل المسلمون من غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله عزوجل قد أمرهم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).

إننا جمع من علماء العراق.. ندعوك أن تفكّر أيها الشيخ في ثلاث أمور:

أولاً.. في آخرتك.. فإنك ستترك عند الموت كل شيء ويلاحقك عملك. فانظر كيف تعمل.

ثانياً.. في موقعك وأنت رئيس مجمع تقريب الأبعدين، كيف تنقض الغرض من منصبك والأقربون أولى بسعة الصدر من غيرهم، أم السياسة والدنيا أنستك قيم الوحدة مع الأهم ثم المهم؟!

ثالثاً.. في حجمك العلمي وتاريخك الحزبي، قل لنا أين كنتَ قبل انتصار الثورة الإسلامية يوم كان الشيرازي والشيرازيون في مقدّمة المناصرين للتغيير في إيران؟!
وكان حزبك في النجف الأشرف سنة 1977 إلى 1979 يجمع كتب الإمام الخميني (رحمة الله عليه) من المساجد!! كيف صرتم بعد انتصار ثورته مؤيدين لها بتطرّف ومزايدات؟!
أين كنت وحزبك أيها الشيخ يوم كان الشيرازي والشيرازيون يدفعون ثمن تأييدهم للثورة وقائدها قبل اتنصارها؟!
وهل تعلم أن البطولة ليست أن تكون مؤيداً لها اليوم وكان استاذك الشيخ التسخيري يقول في مجلس الحاج تقي آل سيف في زيارته للقطيف سنة 1978 "الخميني حمار ركبه الشيوعيون"!!

هلا تلوتَ يا شيخ الآية الصريحة في موازين القبل والبعد حيث تقول: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

يا شيخ.. لقد قال لسانك ما يجانب الحقيقة فتبوّأ مقعدك من النار ونحن نرجو أن لا نضطر إلى كشف أوراقٍ احتفظنا بها للتاريخ وعنوان بعض فصولها هو (كيف سرق حزب الدعوة ثورة إيران لحساب الغير)؟!

ننصحك أيها الشيخ أن تتذكّر دائماً قصة النملة التي صُنِعَ لها جناحان ثم...
وهذه خلاصة رسالتنا إليك واقرأ ما وراء سطورها قبل حلول الندامة يا أيتها النملة.

واعلم.. إن كنتَ تبرّر حماقات ياسر الحبيب لتنال من مقام مرجعنا الشيرازي الشامخ فإنك واهم جداً.. وإنّ أدلّتك العنكبوتية لا تنهض لك بالإثبات حيث ملايين الشيعة في العالم يعرفون تباين المنهجين.. منهج الشيرازي القمّة في العقلانية والأخلاقية والسلمية يبتني على قواعد العلم الحوزوي والعمق الإجتهادي والأصالة العقائدية والوعي الولائي الذي حرمتَ نفسك من حرارته وحلاوته...

أين أنت أيها الصعلوك من تلامذة الشيرازي كي تتكلم على سليل الأسرة الجهادية العريقة التي رمت الاستعمار البريطاني بفتوى التنباك في إيران القاجار.. وبثورة العشرين في العراق..

وأين أنت من كبير روّاد الصحوة الإسلامية المعاصرة سماحة المرجع الموسوعي الراحل السيد محمد الشيرازي (أعلى الله درجاته) مؤسس المدرسة الرسالية التي تنتشر اليوم عالمياً رغم كل الحصار وكل الإساءة من حزبك وأمثالك الإنتهازيين الذين ركبتم موجة إيران في جيل لا يعلم جذوركم المتصلة بحزب التحرير الأردني وإخوان المسلمين والإنجليز وأخيراً وصولكم الى السلطة في العراق على ظهر الدبابات الأمريكية.
أنت يا المتفيقه على من تريد أن تبيع خبزك؟!
سكتنا عنك وعن حزبك طويلاً وجئت تثيرنا لنرد عليك بما لا نحب!!

دعنا.. ولا تتحرّش بالمزيد فإن من كان بيته من زجاج لا يرمي جاره بالحجر!!

وأخيراً

نتمنى من سماحة السيد الخامنئي قائد الجمهورية الإسلامية (حفظه الله وحفظها من كل شر) أن يستبدل هذا الشيخ الأرعن من منصبه في مجمع التقريب بمن يكون إسماً على المسمّى وإلا فهو ونقض الغرض سواء!!
كما نطلب من سماحته إيقاف جميع المضايقات على مرجعنا المفدى وخاصة الحملات الإعلامية للمؤسسة الرسمية وغير الرسمية.

هذا ما لزم.. وإلى الله المشتكى

جمع من علماء العراق المقاوم