• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مابين أفكار شهيد المحراب وعلي الوردي .
                          • الكاتب : عمار العامري .

مابين أفكار شهيد المحراب وعلي الوردي

  ليس تجنيا على الرجل، وأقصد علي الوردي بأنه فقط باحث في التاريخ الاجتماعي العراقي، له أراء محترمة، وتتناول الجامعات العراقية كتاباته طيلة الفترة السابقة، ليس لأنه الأوحد في هذا الاختصاص، وإنما الظرف الذي مر به العراق فسح المجال له دون غيره، باعتبار أفكاره الاجتماعية ليس مستسقاة من الفكر الإسلامي، وهذا ما كانت تشجع عليه الحكومات المتعاقبة، أنما كانت الكثير من أفكار الوردي لبرالية، وتقرأ الحالات المجتمعية من وجهة نظر الفكر اللبرالي، الذي استفاد من أفكار أبن خلدون التي لا تخلو عن التجني واضح على التاريخ الاجتماعي للإسلام الأصيل، وكتابه (مقدمة أبن خلدون) دليل جلي على أرائه وأفكاره.

 أما اليوم وبعد الانفتاح الثقافي وتزاحم أمواج الفكر، التي غصت الساحة العراقية بتنوعها، والتي أخذت تتسابق بالدخول إلى كل بيت من خلال الكتاب والانترنت ونقاشات اليومية، ألا إن هناك رؤى ونظريات أثبتت جدارتها وسط هذا الضجيج، كونها فاقت اغلب التصورات بقراءتها للواقع الاجتماعي العراقي للعقود المنصرمة، وأبدت أرائها حول السير التاريخية للأحداث المجتمعية، كون هذه الآراء نابعة من منطلق إسلامي غزير بتنوعه الفكري، ومتبحرة بالعلوم كافة التي تمنحه أفق واسع.

 ومن تلك الأفكار أراء وأطروحات السيد محمد باقر الحكيم (شهيد المحراب) وقراءته الواقعية للمجتمع العراقي، والتي من خلالها أستطاع وضع تصورات موضوعية لما كان يدور، وما سيحدث، فكان مضطلع بالفقه والأصول والسياسة والتاريخ والاجتماع والفكر والفلسفة وغيرها من العلوم، وقد حجبت أفكاره عن المجتمع في الفترة السابقة، ألا أن ذلك لا تعطي العذر لمن يريد التنور "وان القبوع في ميدان الوردي، والذي باتت أفكاره لا تتناسب والفكر الحديث، وترك أفكار أساتذة العلم والمعرفة كونها جاءت متأخرة، ووصلت للمتلقي في زحمة الثقافات" وان من يريد أن يكون مثقفا عليه أن لا ينحاز لفكر دون أخر أو ستهوي من يروق له دون قناعة، ففكر السيد شهيد المحراب أصبح اليوم منهاجا سياسيا، وفكرا يحتاج أن يدرس في كل الجامعات، فكيف بالمنتمين له، وهم يعتمدون على أفكار ليس بأفكاره، وان ثبت تبنيهم لأفكار ليس أفكار المدرسة التي يترأسون جزء من مسؤولياتها، فهذا بحد ذاته نكران للجميل، وجهل في معرفة أتساع الرقعة المعرفية لــــــ(جامعة شهيد المحراب) الفكرية والسياسية والثقافية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56410
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13