• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نثار الافكار 61(مشروعية زيارة الاربعين) .
                          • الكاتب : الشيخ حيدر الوكيل .

نثار الافكار 61(مشروعية زيارة الاربعين)

لعل من فضائل الشيعة انهم لا يزالون يقدمون التساؤلات والاجابات حول المسائل الدينية ويناقشون الكثير منها على اختلافهم في المستوى المعرفي يحدو الكثير منهم حب التعرف على حقائق الدين , ومن هذه الامور ما يرتبط بالشعائر الحسينية والممارسات الشعبية الهادفة الى احياء امر ال محمد صلوات الله عليهم , فنجد الحوار والنقد والاستفتآت الشرعية على قدم وساق ..
واليوم ونحن مستمرون في موسم العزاء لال البيت صلوات الله عليهم تقترب زيارة الاربعين التي صارت من اظهر مظاهر الولاء , تستنفر الشيعة جميع طاقاتها المادية والمعنوية لاحياء هذه المناسبة التي تعدت خطوط العراق لترتبط بالعالم الشيعي والاسلامي بل الانساني في مهرجان الولاء والصمود على المبدء ..
وهناك نقاش نسمعه او نقرأه كل اطلت هذه الذكرى العظيمة , والسؤال يمتلك المشروعية لا سيما في مناسبة بهذا الحجم , والسؤال هو : ما مدى مشروعية هذه الزيارة ؟
وهناك عدة اتجاهات يمكن الاستفادة منها في تصحيح المناسبة بعد ورود الروايات فيها وهي :
1ـ عن الامام العسكري عليه السلام :" علامات المؤمنين خمس , صلاة الاحدى والخمسين , وزيارة الاربعين , والتختم باليمين , وتعفير الجبين , والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم " ( مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص787 ).
والرواية لا سند لها ..
2ـ الرواية التي تذكر نص زيارة الاربعين وهي ايضا في مصباح المتهجد ص 788 .
عن أبي محمد هرون بن موسى التلعكبري قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران قال : قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه : في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار ، وتقول : السلام على ولي الله وحبيبه ، السلام على خليل الله ونجيبه ... .
والسند فيه كلام فلا يتم على بعض الاجتهادات الرجالية كما انه يتم على آراء اخرى ومن هنا فان اطلاق ان الرواية غير معتبرة في غير محله .
وهنا توجد اتجاهات في تصحيح هذه المناسبة :
الاتجاه الاول : اعتبار الرواية الثانية من خلال اتعتبار سندها , وهذا يختص بمن تحققت عنده المباني الاتية :
المبنى الاول : ثبت عنده وثاقة مشايخ الكليني او عدم اهمية المشايخ لانهم مشايخ اجازة , والتعويل انما هو على اشتهار الكتاب .
المبنى الثاني : توثيق رجال كامل الزيارات وتفسير القمي ..
الاتجاه الثاني : الاعتماد على قاعدة التسامح في ادلة السنن عند القائل بها فانها تشمل المقام .
الاتجاه الثالث : ان مبنى المتقدمين على عدم العمل بالخبر الا بعد احراز تواتره او احتفافة بالقرينة الموجبة للعلم بصدوره او حجيته .. والشيخ اورد الخبر الثاني في مقام العمل فيكون قد اطلع اما على مايفيد تواتره او قامت القرينة عنده على صحته , وهذه الوجه يعطي وثوقنا بالخبر وان لم يعط تواتره او احتفافه بالنسبة لنا ..
ومن هنا فلا نجد بأسا في الاعتماد على هذه الرواية الشريفة والعمل على طبقها ..
تنبيه : ليس من اخبار المقام ما رواه الشيخ الطوسي قدس سره في المصباح ص787 من قضية رجوع السبايا , ومن الغريب ذكره كمستند محتمل لزيارة الاربعين وذلك لان النص وهو :" وفي اليوم العشرين منه كان رجوع حرم سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام من الشام إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ورضي عنه من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله عليه السلام فكان أول من زاره من الناس ، ويستحب زيارته عليه السلام فيه وهي زيارة الأربعين ... " لا يشير الى ان عيالات الامام الحسين صلوات الله عليه هم من جاء لزيارته في الاربعين بل ظاهر النص ان يوم الاربعين هو يوم خروجهم من الشام ...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=56250
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14