نقلت بعض وسائل الأعلام العربية خبرا مفاده أن السيناتور الأمريكي(جون مكين) في زيارته الأخيرة للعراق قد طلب من رئيس الحكومة العراقية (العبادي) أن يطرد كافة الخبراء العسكريين والمقاتلين الأيرانيين المتواجدين في جبهات القتال ضد (داعش)!! ومثل هكذا طلبات واردة في السياسة الأمريكية، فالأمريكان لا يريدون من أية دولة كانت مزاحمتهم ومنافستهم على مصالحهم في العراق ومراقبة وتسجيل تحركاتهم!؟. من جانب الحكومة العراقية ممثلة برئيس الحكومة (العبادي) لا يمكنها أن تنكر وجود ما بين 2000 الى2500 عسكري أيراني في العراق!! متوزعين على أكثر من جبهة القتال ضد (داعش) في سامراء وديالى وبعض المناطق الأخرى، وقد لعبوا دورا كبيرا ومميزا مع متطوعي الحشد الشعبي في صد الكثير من هجمات (داعش) وتحقيق الكثير من الأنتصارات عليهم؟!. حتى أن البعض يعلق وبشيء من التندر والثقة المبالغة!! بأنه لولا المقاتلين الأيرانيين ومتطوعي الحشد الشعبي لكانت (داعش) وصلت الى (علاوي الحلة)!!!. مما لا شك فيه أن مثل هكذا مواقف وطلبات من الجانب الأمريكي تضع (العبادي) وبعض قادة الأحزاب السياسية في موقف حرج لا يحسدون عليه؟!، خاصة وأن السيناتور الأمريكي(مكين) يقود حملة قوية في واشنطن لطرد الخبراء الأيرانيين من العراق؟!، وكل ذلك يمثل وجه من أوجه الصراع الأمريكي الأيراني في منطقة الخليج عموما وفي العراق على وجه التحديد!!؟.( العبادي) وأيا كان رئيس حكومة (شيعي)! غيره لا يقوى على أن يقول لأيران (ثلث الثلاثة كم؟!)، فأيران وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني كانت ملاذا آمنا لقادة المعارضة العراقية وتحديدا الأحزاب الأسلامية الشيعية (حزب الدعوة والمجلس الأعلى) أبان فترة النظام السابق، وترى أيران أو هكذا تريد وتطلب؟!، أن على قادة هذه الأحزاب الآن ومن باب الوفاء أن يردوا ولو بعض الدين لمواقف أيران السابقة معهم؟!!. أمريكا ومن جانبها ترى هي الأخرى أنها هي صاحبة الفضل الأول والأخير على كل قادة الأحزاب السياسية الذين في السلطة الآن وخاصة القادة الشيعة تحديدا!؟، فلولاها لما كان بأستطاعة أية معارضة كانت أسقاط النظام السابق؟!وما كانوا الآن ينعمون ببريق السلطة ونعيمها!! وهذا ما تذَكر به أمريكا دائما؟! ولا تريد على قادة الأحزاب السياسية في العراق أن ينسوا ذلك؟!. هذا ليس قدر (العبادي) حسب بل قدر العراق وورطته! الذي وقع بين مطرقة أيران القوية ومصالحها القومية العليا في العراق، وبين مطرقة أمريكا التي لا ترحم!؟ والتي حاربت الأتحاد السوفيتي السابق وحاكت الدسائس والمؤمرات على مدى قرابة نصف قرن، لكي تصل الى ما وصلت أليه للأستيلاء والسيطرة على منطقة الخليج العائمة على بحار من البترول! وأخرها أستيلائها على العراق الذي يمثل لها عقد اللؤلؤ!!، والصراع الأمريكي الأيراني على العراق منذ سقوط النظام السابق في 2003 وتضارب مصالحهم هو من أوصل العراق الى حافة الضياع والتقسيم وحاله التي لا يحسد عليها؟!. كما أن سياسة مسك العصا من الوسط بين أمريكا وأيران لم تنجح ومن الصعوبة العمل بهذه السياسة،وسبق للرئيس السابق (المالكي) أن عمل بها، ولكنه فشل حيث لم يستطع التخلص من القيد الأيراني فمالت كفته أليهم!. ثم أن سياسة أمريكا الدكتاتورية مع العالم!! ومع حكومات هذه المنطقة تحديدا تقوم على شعار ( أن لم تكن معي فأنت ضدي)!!. فأي قدر هذا وأي حيرة تلك وأية(ورطة) هذه التي نحن فيها!؟. أعان الله (العبادي) على ذلك وحمى العراق من كيد الطامعين!!.