• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : امرأة وهبت قلبها ... للقمر .
                          • الكاتب : خيري القروي .

امرأة وهبت قلبها ... للقمر

امرأة وهبت قلبها للقمر .. لأنها تعلم بان كل شموع الدنيا لو اشتعلت ما كانت لتنفع الناس في ظلمة الليل .. امرأة وهبت قلبها للشمس لان ألاف المصابيح عاجزة من أن تكون مجرد إشعاع واحد من إشعاعات تلك الشمس العظيمة .. وهبت قلبها للشمس وللقمر ..ومن اجل أن تبقى سفينة النجاة فوق سطح بحر الحياة ..أنهم أرادوا للشمس أن تغيب...وللقمر أن يأفل ..وللسفينة أن تغرق ... 

لكن هذه المرآة التي وهبت قلبها للمبادئ .....انتصرت على إرادتهم ..وكسرت شوكتهم ...

كان صراع الخير مع قوى الشر على أشده وأصحاب الحسين يتسابقون إلى الموت دفاعا عن إمامهم وكان الموت أمنيتهم الوحيدة في هذه الحياة فتساقطوا واحدا بعد الأخر حتى لم يبق مع الحسين احد يناصره فرفع صوته يطلب ناصرا ومعينا وسمعت صوته امرأة امتحن الله قلبها بالأيمان فنادت على ولدها الصغير فألبسته لامة حربه وأمرته أن يذهب لنصرة الأمام الحسين عليه السلام .ووقف ذلك الفتى أمام الحسين بكل ثبات وأقدام طالبا الإذن بقتال قوم استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله تعالى فنظر الحسين (عليه السلام) اليه مشفقا وقال بصوت يقطر حنانا ورحمة اذهب يا ولدي انت ما زلت صغيرا ولعل امك تكره خروجك ولا تحب ان ترى مصرعك فاجابه الفتى وهو يقف على اطراف اصابع قدميه ليبدو كبيرا في نظر الامام الحسين عليه السلام فلا يمانع في خروجه الى ساحة المعركة قائلا : كلا يا مولاي ان امي هي التي البستني لامة حربي .ولكن الامام الحسين كره ان ياذن له لصغر سنه فرجع الفتى الى امه وهو في غاية الحزن يشكوا رفض الامام لطلبه كان بامكان الام ان تجعل من رفض الامام الحسين سببا وذريعة للابقاء على ولدها ولكنها ابت ذلك فاخذت ولدها العزيز من يده ومضت به الى الامام الحسين عليه السلام وقالت له والدموع تجري من عينيها .مولاي اتثكل امك فاطمة الزهراء بولدها ولا اثكل بولدي ؟!! . لا والله لا تقر عيني حتى ارى ولدي هذا قتيلا بين يديك ااذن له بالقتال يا سيدي فانا راضية غير كارهة لخروجه وساكون في غاية السعادة حين يفوز بالشهادة . . .

 اية امرأة هذه .. واي مبادئ صنعتها ؟!!.

 تدفع بولدها الوحيد الى غابة من السيوف والرماح والنبال وكانما تدفع به الى روضة من رياض الجنة ! ... 

 

 

 

كان موقفها اسطورة من اساطير التضحية والفداء ونكران الذات فسجلت اسمها واسم ولدها بأحرف من نور في اعظم صفحة من صفحات التاريخ المجيد...

ويأذن الامام الحسين عليه السلام لذلك الفتى بالقتال فيتهلل وجه ذلك الفتى البطل فرحا وتغمر قلبه سعادة طاغية وينطلق الى معسكر الاعداء وهو يهزج :

اميري حسين ونعم الامير 

سرور فؤاد البشير النذير 

علي وفاطمة والداه 

فهل تعلمون له من نظير ؟

ويقاتل قتال الابطال فتأخذه السيوف من كل جانب ويسقط على الارض مضرجا بدمه الطاهر وحين رات الام مصرع ولدها ابتسمت قائلة وهي تشرق بدموعها: 

الان تحققت امنيتي  ... الان شاركت فاطمة الزهراء في حزنها على ولدها ..

 فياله من ايمان ...ايمان امرأة دفعت قلبها النابض بالحياة الى ساحة المعركة طعما لسيوف لا ترحم ..دفعت اغلى ما تملك في الحياة من اجل ان تبقى الشمس مشرقة تهب ضوئها للمحرومين .. من اجل ان يظل وجه القمر ساطعا يبدد ظلمة ليل الظالمين ... 

ارادوا اطفاء نور الشمس ... واغتيال ضوء القمر ....ولم يفلحوا . وظلت شمس الاسلام مشرقة وبقي قمر الامامة مضيئا .... والنجوم ما زالت حتى هذه اللحظة تزين سماء الدنيا وستبقى كذلك الى الابد ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=55154
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15