دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، العلماء وشيوخ العشائر والسياسيين في العراق إلى اعتماد مبدأ الحوار من اجل الوقوف على حلول ناجعة لإخراج العراق من أزماته الحالية، فيما شدد على ضرورة مراعاة الثوابت المشتركة والتنوع للحفاظ على النسيج الاجتماعي للبلاد.
وفي جانب من كلمة له ألقاها، اليوم الأربعاء، خلال استقباله وفدا لشيوخ عشائر الانبار ، وصلاح الدين ، ونينوى ، وكركوك ، وتكريت ، والدجيل ، والضلوعية ، وشيوخ أكراد من كردستان حضروا إلى مكتب سماحة المرجع المدرسي في كربلاء برفقة اللواء مارد عبد الحسن الحسون مدير شؤون العشائر في وزارة الداخلية؛ قال سماحته: " أدعو نفسي وأدعو أخواني العلماء, و المسؤولين السياسيين وكل الشرفاء في هذا البلد.. تعالوا معاً الى كلمة سواء والى اعتماد مبدأ الحوار لحل مشاكلنا بعيداً عن فوهات المدافع وصواريخها التي لا تفرق بين سني أو شيعي كردي او عربي مسيحي أ ومسلم".
وتابع سماحته: "لا بد أن نقف جميعا صفاً واحداً لكي وندافع عن بلدنا ونحرر أراضيه من دنس الغاصبين الذين خدعوا شبابنا في الموصل والأنبار وصلاح الدين, وعلى عشائرنا في كل محافظات العراق اليوم أن تدافع بيد وتعمل بيد أخرى من اجل بناء الوطن".
فيما أكد أن الحرب حالة شاذة و قاسية لا تجلب شيئاً سوى الدمار والخراب ولم تكن في أي يوم من الأيام حلاً حاسماً، مضيفاً أن فوهة المدفعية لا تخرج حلاً لمشكلة بين طائفتين في بلد واحدة ويعيشون على خيراتها ويشربون من مائها، إنما الحل يكمن في أن يتخلص الإنسان من ضعفه و تأثره بالشيطان ويرتفع إلى مستوى الإنسانية و المحبة و التفكير المنهجي العقلائي الحكيم.
كما شدد سماحة المرجع المدرسي على أهمية مراعاة الثوابت المشتركة و التنوع الموجود في بلدنا، لافتاً الى أن الروابط المشتركة تتمثل في ديننا الواحد وثوابتنا العرفية والعشائرية الواحدة، وبالعودة الى الدين والعشائر بقوة للمحافظة على النسيج الاجتماعي في العراق.
الى ذلك أكد سماحته أن الدين والعشائر هما من وحد العراق على مر العصور، لأن العشائر كانت دائماً سنداً للدين الصحيح بعيداً عن أي انتماءات طائفية ومذهبية، موضحاً أن آلاف السنين عاشت العشائر السنة والشيعية معاً على أرض واحدة ويحملون منهجاً وفكراً واحداً. |