• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عقلية توزيع قطع الأراضي؟!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

عقلية توزيع قطع الأراضي؟!!

عقلية شرق أوسطية عجيبة , وعراقية متميزة , ما حاول أصحابها النظر فيها والتفكير بأسلوب معاصر لحل أزمات السكن المتفاقمة في كل مكان وزمان!!

فحكومات دولنا أمضت عشرات العقود بهذه العقلية اللامعاصرة اللامواكبة , المساهمة في تفاقم أزمات السكن , لأنها لا تستوعب دفق نهر الأجيال.

فكل نظام حكم لا يعرف إلا أن يوزع قطع أراضي وحسب , وكأنه بهذا الأسلوب قد حل مشكلة السكن , فيترك المواطن في مسيرة العناء والقهر والإبتزاز , لكي يبني له دارا وبمواصفات رديئة وعمران مشين.

ويبقى ناعور توزيع الأراضي السكنية يدور وبلا توقف , في بلدان لا تمتلك البنى التحتية الضرورية , ولا الشركات الهندسية التي تقوم بالبناء وتكفي المواطن شرّ المقاساة!!

بينما في المجتمعات المتقدمة , يكون السلوك السائد هو بناء المجمعات والعمارات السكنية المتكاملة , وتوزيع الشقق على الناس بأسعار وتقسيطات مناسبة.

الصين تفعل ذلك واليابان ودول أوربا الغربية والشرقية وأمريكا والعديد من بلدان المجتمعات المعاصرة , فالدول تبني البلاد وتريح العباد.
في أوربا الشرقية  - على سبيل المثال - شيّد الروس عشرات الآلاف من العمارات السكنية العملاقة  , التي آوت الناس ولا تزال ذات قدرات إستيعابية عالية لإيواء الأجيال المتوافدة.

فلماذا نعجز عن إقامة العمارات والمجمعات السكنية  المتكاملة بمرافقها الحيوية  , من أسواق ومدارس ومراكز صحية وميادين رياضية , ومتنزهات ومسارح وغيرها من الحاجات المعاصرة؟

ولماذا تفشل دول العرب في حل أزمات السكن ولا تفهم إلا بتوزيع قطع الأراضي؟!

أيها الناس الدنيا ما عادت تتفاعل بهذه الأساليب البائدة  , بل تبني وتشيّد وتنجز المشاريع العمرانية العملاقة الجميلة الرائعة , ذات البنى التحتية المتكاملة وبفنية وتقنية عالية.

فعلى حكومات الدول العربية أن تعيد النظر بآليات تفكيرها , وتستحي من نفسها عندما تتشكى من مشكلة السكن , وأن يخجل الحكام من هذا الطرح المخزي الذي يدل على العجز والضعف , وهم ينظرون الصين بملياراتها البشرية , ولا تعاني من أزمات سكن , لأنها لا توزع أراضي  وإنما شقق سكنية , وتبني العمارات بالجملة لإيواء الملايين.

فهل أنتم معاصرون  أم متغابرون؟!!
 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54815
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12