• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كسر البيضة "من الداخل"..! .
                          • الكاتب : علي علي .

كسر البيضة "من الداخل"..!

  مقولة كنت قد استشهدت بها في مقال سابق.. أراني اليوم أتعلل بأسبابها ثانية، ولاغرابة إن فعلتها ثالثة ورابعة وعاشرة، إذ أنني أقصد بها ماسكي زمام أمور بلدنا، وهم بحاجة دائمة الى مقولة او حديث او موعظة، تذكرهم ان سهوا.. وتنبههم إن أغفلوا.. وتقومهم إن أخطأوا.. كذلك تردعهم إن تمادوا في خطئهم، تلك المقولة مفادها:
"اذا تم كسر بيضة.. بواسطة قوة خارجية.. فإن حياتها قد انتهت.. وإذا تم كسر بيضة.. بواسطة قوة داخلية.. فإن هناك حياة قد بدأت.. فالأشياء العظيمة دائما تبدأ من الداخل..!"
أقول.. لاأظن أن اثنين يختلفان على أن حلولا كثيرة لما وصلنا اليه من مشاكل داخلية بأيدينا، إذ كما يقول شاعر:
        لاتشكُ للناس جرحا أنت صاحبه   
                     لايؤلم الجرح إلا من به ألم
فكثير مما نعاني منه لايستوجب حله الاستعانة بآخرين خارج حدود بلدنا، لاسيما وكلنا يعي جيدا العمق التاريخي الذي تنحدر اليه بلادنا، والعمق الحضاري الذي ننحدر نحن منه اليوم، ومن غير المعقول أن نستدعي خبراء يفكون عُقدنا، او (حلالي مشاكل) يحلون ما (تخلبص) من غزلنا. كما أرى أن نسيان دور الفرد العراقي الذي لعبه سابقا ويلعبه اليوم في دول العالم إجحاف بحقه، وما لاشك فيه أن العراقيين الذين بقوا داخل حدود بلدهم، ليسوا بأقل من الذين هاجروا خارجه مقدرة وكفاءة، فالحلول إذن متوافرة بمتناول أيدينا، شريطة أن يأخذ ذوو العقل والحل والعقد من قياديي البلد بأيدي أصحاب الحلول، وساعتها سنكون قد كسرنا البيضة من الداخل. وهذا ماحصل بالفعل مؤخرا، فعلى سبيل المثال أذكر الآتي؛
  إداريا.. تولى مهمة كسر البيضة من الداخل قبل أيام رئيس الوزراء بكشفه أسماء الـ (فضائيين)، وقطعا هي إشارة منه الى أن الـ (حبل عالجرار) وسيأتي بفاسدين آخرين وفسادات أخرى، وخطوته هذه لم تكن تحتاج قوة من الخارج او تحالفا عالميا، او حتى استشارة إدارية او قانونية من جهة غريبة.
  أمنيا.. إقالة قيادات عسكرية وأمنية نخرت الأجهزة الحساسة في البلد، هي الأخرى عملية كسر للبيضة من الداخل، ولو أن الإقالة غير رادعة لمن تسول له نفسه مستقبلا بتكرار ذات الفعل، لكنها بشكل عام بداية حسنة لتنقية أجهزة حماية الدولة من الخارج وفي الداخل، على أن تعقبها عمليات إصلاح وتطهير شاملة لعناصر منتسبة الى مثل هذه الأجهزة الحساسة.
  اقتصاديا.. خطوة تقليل مرتبات المجالس الثلاث ومجالس المحافظات ومناصب الدرجات الخاصة، هي الأخرى كسر للبيضة من الداخل، بل هي خطوة جريئة لها فائدة أخرى، فبها تعود ثقة المواطن بمسؤوليه الذين اصطفاهم في أعراس انتخابية سابقة، ظانا أنهم سيفون بوعودهم اليه، ويحققون له شيئا من حقوقه، إلا أنه صُدم بانحيازهم الى الـ (أنا) وتركِهم إياه يعض إصبعه البنفسجي ندما على وهمه وحسرة على أمله الذي تبدد.
   عسكريا.. التقدم الذي تحقق على أيدي الجيش النظامي والحشد الشعبي، بتحرير مدن آمرلي وجرف النصر وبيجي، وباقي المدن التي فتحت أحضانها ثانية لأهليها المهجرين منها قبل شهور، هو أيضا كسر للبيضة من الداخل، وما على قياديي هذه القوات إلا الثبات على ماأحرزوه من نصر، وتعزيزه بانتصارات أخرى تطهر أرض العراق من تبعات ماحصل.
  وبعودة الى المقولة.. لاأظن أن اليأس -الذي لايخفى تسربه الى نفوس بعض العراقيين- بات في محله، بعد معرفة قدرة العراقيين على كسر البيضة من الداخل، والخروج من قمقم الفسادات والانتكاسات التي وصل اليها البلد، والنهوض مجددا الى ماكان عليه العراق على مر التاريخ، إذن..! فالتملص من اليأس هو الشرارة الأولى التي ينطلق منها وهج الأمل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54776
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 12 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13