اعلان رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي داخل قبة البرلمان يوم الاحد الماضي عن اكتشاف 50 الف وظيفة وهمية في اربع فرق عسكرية لجنود فضائيين اي غير مواظبين على الالتحاق بوحداتهم او انهم اسماء غير موجودة اصلا ويحسبون على ملاك قواتنا المقاتلة ويستلمون مستحقاتهم اسوة بالمقاتلين الابطال في الميدان .. تصريح خطير وخطوة مهمة في طريق اعادة الهيكلة للقوات الامنية لو لم تعلن امام وسائل الاعلام.. وجرت بصمت حتى تكتمل الحقيقة بتقديم المسؤولين عن ذلك.

وبعيدا عن مناقشة هل هذا العدد من الجنود حقيقيا او نهائيا؟ ام يوجد اكثر من هذا العدد وفق بعض التقديرات والتسريبات او كيف تم اكتشافه؟ ولماذا السكوت عن الفساد طيلة الفترة الماضية!!؟ وما هي الآلية البسيطة التي اكتشفت بشهر واحد عدد مهول من الوظائف الوهمية؟ .. نسأل السادة النواب لماذا التصفيق الحار لهذا الاعلان ، هل لكشف الحقيقة المجزئة التي تضمنت اكتشاف وهميين تندثر معهم حقيقة الفساد؟ ام مجاملة وتشجيع لرئيس مجلس الوزراء ودفعه للمزيد وهو الذي قابلهم بابتسامة عريضة نمت عن انجاز كبير بفترة وجهود بسيطة.

اننا نتوقف امام الاثنين اعضاء مجلس النواب والسيد رئيس مجلس الوزراء ، لنقول يا سادة لا يمكن لعاقل ان يقف عائقا امام التعاون المثمر بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في ظل النظام البرلماني ، لكن الحقيقة لا تقبل التجزئة والفساد نخر البلاد من اقصاها الى اقصاها وادخل علينا داعش التي ندفع ثمن ظهورها انهارا من الدماء الزكية الطاهرة التي لا يكفيها الا الاعلان عمن كان يقبض اموال الفضائيين ويتستر على المتسربين ايا كانوا .. ونقول لمن يدفع بتآجيل هذا الاعلان لانشغال بعض القادة والمتورطين بقتال داعش على خطوط التماس ، ان هذا العذر اقبح من الذنب فالسكوت على الفساد اخطر من الفساد وهو ما اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم ، كما ان مسؤولية الدفاع عن البلاد لا تناط الا بالشرفاء والمضحين الابطال ولا يشرفنا ان يدافع عنا الفاسدين .. لانهم في خندق واحد مع داعش. 

 

 

باحث واعلامي

khasanalkateb@hotmail.com