بعيدا عن كل التوترات والتشنجات التي عاشها العراق طيلة السنوات الماضية بسبب تجافي الدول العربية من الجوار الى المنطقة اقليميا ما تسبب بهذا التدهور الامني في العراق وتأثيراته الجانبية على المجتمع العراقي ما جعل التحييد سمة الاجندات التي مورست في العراق .

يبدو اليوم ان تحركات الحكومة الجديدة التي انطلقت في اطار التوجيهات المهمة من قبل رئيس الوزراء السيد العبادي الذي اخذ على عاتقه الوصول الى حالة من التواصل والتقارب من الدول التي ابتعدت عن العراق وان كان يشوب هذه الدول بعضا من الكره او عدم الثقة بالنظام السياسي الجديد فسلكوا طرقا عوجاء تجاه العراق .

لكن الحكومة الحالية ارادت من خلال هذا الانفتاح ان تضع علاقات العراق الدبلوماسية على الطريق الصحيح وهي رؤية تبدو راسخة من قبل رئيس مجلس الوزراء السيد العبادي وفقا للخلفية التي يمتلكها وهو قد كان يعيش في بلدان الديمقراطية الحقيقية في الغرب وجاء من الخلفية العلمية التي تدفعه الى رصانة البناء الحقيقي للدولة ليكمل مشوار من سبقه في العمل على ترسيخ نظام الدولة الديمقراطي بعد زوال نظام البعث والاجرام الذي جثى على صدر العراق لأكثر من ثلاثة عقود .

هذا التحرك الذي باركته المرجعية الدينية العليا بالتأكيد سوف يأتي بالاستقرار على العراق ويضفي حالة التوافق السياسي في الحكومة العراقية وما نتمناه ان تكون تلك الدول خصوصا الجوار منها ان تتجه نحو العراق بقلب مفتوح وسياسة واضحة تعمل على بناء علاقات صحية في الجانب السياسي للوقوف بوجه الارهاب الاعمى الذي يضرب المنطقة العربية بأكملها ولن يسلم منه احدا طالما كان هناك تضاد سياسي بين الدول واجندات مشبوهة فعلت فعلها طيلة السنوات الماضية حتى بات الارهاب اليوم يمتلك تلك القوة في مناطق شاسعة من دولنا العربية .