• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحليل احاديث صيام عاشوراء . الجزء الثالث . .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

تحليل احاديث صيام عاشوراء . الجزء الثالث .

ملاحظة : (( أن صيام اليهود كان عند قدوم النبي (ص) المدينة وذلك في شهر ربيع الأول لا في محرم وبين هذين التاريخين ـ قدوم النبي (ص) وصوم يوم عاشوراء ـ تسعة اشهر!! فتمعن ))
...
من خلال الأحاديث المارة الذكر تبينت الأمور التالية :
بعض هذه الأحاديث تذكر صيام يوم عاشوراء ولا تذكر سبب الصيام أو أصل الصيام من أين جاء . ثم تذكر بعض الأحاديث منها بأن الصيام عادة جاهلية (كانت الناس تصومه في الجاهلية ) !
وجاء في بعضها بأن قريشا كانت تصومه في الجاهلية .! 
 
والبعض الآخر يخبرنا بأن النبي (ص) كان يصومه في الجاهلية.
 
والبعض الآخر يخبرنا بأن عاشوراء كان يوم تستر فيه الكعبة .
 
وبعضها يقول بأن صيام عاشوراء يهودي المنشأ … الخ 
 
هذا الاختلاف الكبير في تبرير صيام يوم عاشوراء يدفعنا للتشكيك في صحته ، ويدلنا على أن هناك أمورا تقف وراء هذا الاختلاف ، ولنر الآن حقيقة هذا اليوم الذي وضعت له ذكرى مبالغ فيها.
 
كلنا يعلم أن الجاهلية هي عهد ما قبل الإسلام ، فإذا كان النبي يصوم يوم عاشوراء في الجاهلية فلم انقطع عنه بعد الإسلام وعاد إليه بعد الهجرة ؟ فلو قطعها لمخالفة المشركين فلماذا رجع إليها ؟ 
((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)).
 
وأما الخبر القائل بأن الناس تصوم عاشوراء لأنه ( كان يوم تستر فيه الكعبة ) . فهذا لا يصح لأن الكعبة تكسى في يوم النحر ، فقد نقل العسقلاني عن الواقدي بأن الأمر ـ كسوة الكعبة ـ استمر في كسوة الكعبة من ذي القعدة فيعقدون الكسوة إلى نحو نصفه ، ثم صاروا يقطعونه فيصير البيت كهيئة المحرم ، فإذا حل الناس يوم النحر كسوه الكسوة الجديدة .
 
يتبين من التحقيق اللغوي في عاشوراء (( انه اسم مؤنث واليوم الذي تستر فيه الكعبة مذكر ، ولا يجوز وصف المذكر بصفة التأنيث في العربية والعجب من العرب الواضعين كيف غاب عنهم هذا )) .(13) 
 
وأما القول القائل بأن صيام يوم عاشوراء كما ورد في الأحاديث المتقدمة : هو يوم نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، فالأمر يعود إلى زمن موسى ، ومن المؤكد أن موسى وقومه الإسرائيليين لم يكونوا ينطقون بالعربية ولا يسمون الأيام والليالي بالعربية . وبما أن اغلب الأحاديث المارة الذكر تؤكد على أن يوم عاشوراء يهودي الأصل فلنذهب إلى عقائد اليهود ونجوس خلالها ونرى هل يوجد لديهم مثل هذا اليوم أم لا . 
 
كما هو المعلوم ( أن لليهود تقويما خاصا بهم يختلف عن تقويمنا العربي الإسلامي اختلافا بينا ، ويبتدئ تقويمهم بشهر ( تشري ) ثم ( حشران ) وينتهي بشهر ( أيلول ) وهو الشهر الثاني عشر ، وفي كل سنة كبيسة يضاف إليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة <13 > شهرا وهو شهر آذار الثاني ، والتقويم اليهودي المستعمل الآن شهوره قمرية وسنواته شمسية )).(14)
 
وفي واقعنا الحاضر لا نجد أي يهودي يصوم في العاشر من محرم أو يعده عيدا ، ولم يوجد في السجلات التاريخية ما يشير إلى انهم صاموا في العاشر من محرم أو عدوه عيدا . وقد شهدنا أن القوات العربية المصرية والسورية شنت حربا في ( 6/ أكتوبر / 1973) الذي يوافق ( 10 تشري من التقويم الإسرائيلي ) أي يوافق يوم كيبور ، والإسرائيليون صائمون ، فاليهود يصومون يوم العاشر من شهر تشري ، وهو الشهر الأول من سنيهم في تقويمهم وتاريخهم ، إلا إنهم لا يسمونه يوم عاشوراء بل يوم أو عيد كيبور .
 
والمعلوم أن قدوم النبي (ص) المدينة كان في ربيع الأول لا المحرم ولا ننكر وقوع توافق بين التقويمين في زمن ما ولكن قد يقع ذلك في سنة واحدة بعد مئات السنين ، إضافة إلى تصريح اللغويين بأن اسم عاشوراء إسلامي ، فليس عبريا ولا عربيا إسلاميا أطلق على عيد اليهود !. 
 
من كل ما تقدم تبين أن صيام اليهود كان عند قدوم النبي (ص) المدينة وذلك في شهر ربيع الأول لا في محرم وبين هذين التاريخين ـ قدوم النبي (ص) وصوم يوم عاشوراء ـ تسعة اشهر!! فتمعن .
 
والحقيقة أن صوم اليهود ليس في محرم ولا في عاشوراء وإنما هو في اليوم العاشر من شهرهم الأول تشري ويسمونه يوم كيبور أي يوم الكفارة وهو اقدس أيام اليهود يخصص للصيام والصلاة والتأمل ، وأما احتفال اليهود بنجاة موسى وبني إسرائيل فهو يمتد سبعة أيام لا يوما واحدا فقط كما جاء في دائرة المعارف البريطانية .
 
انتهى الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع وهو بعنوان :الأهداف من وراء هذا الاختلاف.
ــــــــ
13- صحيح البخاري ، كتاب مناقب الأنصار وأحاديث الأنبياء .
14- مجلة الهادي ، العدد الثاني السنة السابعة ، طبع قم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53859
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13