• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : قراءة فی رسائل أبو بكر البغدادي الأخيرة .

قراءة فی رسائل أبو بكر البغدادي الأخيرة

ما الرسائل التي حاول زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي توجيهها من خلال تسجيله الصوتي الأخير؟ وما الخطر الذي بدأ يمثله التنظيم على المملكة العربية السعودية ؟...
بالصوت فقط يقول البغدادي لمناصريه ما زلت على قيد الحياة... تغيب الصورة فتتعزز أكثر فرضية اصابة البغدادي...
سعى الرجل قدر الامكان إلى رفع معنويات مقاتليه، عقب فشلهم في احتلال عين العرب كوباني وتكبدهم خسائر فادحة.
لم يحاول زعيم تنظيم داعش توجيه رسائل إلى مناصريه في أنحاء العالم العربي فقط، عبر الحديث عن تمدد دولة الخلافة المزعومة، بل حاول أيضاً التأكيد على فشل تحالف أميركا وأصدقائها في صد التنظيم في العراق وفي سوريا، مهدداً بشنّ هجمات واسعة النطاق.

هجمات ستطال السعودية ومصر والجزائر وليبيا واليمن، وهي دول بايعت فيها تنظيمات تكفيرية تنظيم داعش، آخرها مبايعة أنصار بيت المقدس في مصر...
بيد أن السعودية نالت الحظ الأوفر من تهديدات البغدادي... فهل انقلب السحر على الساحر؟...  تشير بعض التحليلات الغربية إلى انزعاج البغدادي من تغير الموقف السعودي من داعم للتنظيم في بداياته ولو سراً، إلى موقف مواجه له علناً، عقب مشاركة المملكة في تحالف أصدقاء أميركا، بعدما أصبح يشكل خطراً داهماً على النظام السعودي، بعد انضمام آلاف السعوديين إليه، في ساحات القتال السورية والعراقية، وتصدي عدد منهم لمراكز قيادية في التنظيم، وتعاطف عدد كبير من المتطرفين في الداخل السعودي مع أفكار التنظيم المتمثلة بتمدد دولة الخلافة ومحاربة من يسميهم البغدادي بالروافض والصليبيين.

لكن الأمر لا يقتصر بالنسبة للتنظيم على محاربة هؤلاء، فقد أثبتت المجازر التي ارتكبها في الأنبار، وبحق عشيرة البو نمر، والأقليات الدينية، وفي مدينة كوباني الكردية، أنه لا يقاتل مذهباً أو ديناً بعينه، إنما يقاتل ويقتل من أجل السلطة كل من يخالفه الرأي والمنطق.

ومن هذا المنطلق تكمن خشية السعودية ولا سيما عقب دعوة البغدادي إلى محاربة الأسرة الحاكمة في المملكة...
تقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن السعودية تكثف إجراءاتها الأمنية على الحدود مع دول الجوار بشكل لافت، وخاصة مع العراق ومصر واليمن... تدرك المملكة الخطر المحدق بها من عدة جهات، والذي يشكله تنظيم داعش... لكن الخطر الذي يمثله في الداخل أكبر بكثير من ذلك العابر للحدود.

في الاطار نفسه، اعتبر خبير سياسي عراقي ان التسجيل الاخير المنسوب لزعيم جماعة "داعش" في العراق ابو بكر البغدادي هو محاولة لنفي ما ورد من انباء عن مقتله، واعادة الروح المعنوية الى مقاتليه، منوها الى ان الدول الراعية له حتى الامس اصبحت اليوم في دائرة استهدافه، وعلى رأسها السعودية التي دعا البغدادي الى استهدافها في هذا التسجيل.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين اسامة السعيدي: هذا التسجيل تقف خلفه محاولة ايصال رسالة بعد الانباء التي تواترت عن اصابة ابو بكر البغدادي اصابة بليغة، والحديث عن مقتله، لنفي وفاته على الاقل، لكنه لا ينفي اصابته.

واضاف السعيدي: كما انه محاولة لاعادة الروح المعنوية الى مقاتليهم باعتبار ان القضاء على زعيمهم يعني انكسارا كبيرا على الارضي العراقية والسورية.
وتابع: كما انه محاولة لإيصال رسالة الى الدول التي كانت تدعم هذا التنظيم، وتهديد لها بعد نفض ايديها عنه، بانه سيوجه ضرباته اليها، وبكل امكانياته، لتشملهم هجماته الارهابية.
واعتبر السعيدي ان ذلك يصب في مصلحة الجانبين العراقي والسوري، كون الرقعة اصبحت اكبر، وان الدول التي كانت تدعم هذا التنظيم اصبحت اليوم مستهدفة، ولم يعد هناك احد مستثنى من استهداف هذه الجماعات الارهابية المسلحة.

واشار استاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين اسامة السعيدي الى ان هذا التنظيم تشكل على اساس طائفي، وما قام به من عمليات ارهابية يوضح ذلك، ويستميلون اتباع المذهب السني للفتك بالشيعة، لكنه اكد ان جرائم هذا التنظيم في الانبار واستهداف  عشائر البونمر وغيرها من العشائر السنية في كركوك وغيرها يفضح هذا التنظيم وكونه لا يعبر عن الاسلام ولا حتى المذهب السني.
واوضح السعيدي انه يتفاعل على الجانب العاطفي والطائفي في العراق وسوريا واليمن وحتى السعودية ويمكن ان يسود وينتشر في المناطق ذات الغالبية السنية، داعيا الى مواجهة حقيقية اعلامية تثقيفية لكل المجتمعات في العراق وسوريا والسعودية بان هذا التنظيم لا يعبر عن السنة وانه تنظيم ارهابي يفتك بالسنة كما الشيعة.
واكد استاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين اسامة السعيدي ان ذلك بحاجة الى عمل من المؤسسات الشرعية والفقهية والدينية الاسلامية للتصدي لهذا التنظيم ولا يترك يفتك ويستهدف االابرياء سواء من السنة او الشيعة.

النهایة
المصدر: الميادين + العالم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53851
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15