• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أيامُ الحُسينِ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ .
                          • الكاتب : حيدر حسين سويري .

أيامُ الحُسينِ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ

   عشرة أيامٍ تهدم ما يبنيه الظلمة في عام، قُتِلَ الحسين وبقيت أيامه، نبراساً مدوياً بين ظهراني المعمورة، قُتِلَ الحسين، فَحَمَلتْ قلوبُ العالمين نعشه، لتطوف به سماء الحرية.

   ونحن ننظر إلى مواكب العزاء، التي تقيمها شعوبُ دولٍ لا تمتُ بأي صلة للحسين، لا من قريبٍ ولا من بعيد، لا بحسبٍ ولا بنسب(كما يُحبُ أن يتشدق العرب)، نقفُ مذهولون، متحيرون مما نسمعُ ونرى، فما معنى أن يقوم شخص من اليابان، بقراءة العزاء على إستشهاد الحسين؟

وما معنى أن تسير مواكب العزاء في نيجيريا وتنزانيا الأفريقيتين؟

وما معنى أن يركض أطفالنا، ليبنوا لهم مخيماً صغيراً على رصيف الشارع، يقومون فيه بتقديم الخدمات إلى المعزين؟ فإذا إنتهى تقديم الخدمات، رأيتهم يشرعون بقراءة القرآن الكريم والأدعية الشريفة، ثم إلقاء القصائد الشعرية الحزينة، التي تستذكر الشهادة الميمونة للحسين؟

مَنْ الذي أوحى إلى هؤلاء الإطفال لبس السواد، والحزن على أبي عبدالله الحسين؟

إنها تربية بالمجان، يقدمها الحسين لجميع مجتمع الإنسان، مع إختلاف الزمان وتعدد المكان، تربية وعشقٌ لا يعلمُ سرهما إلا رب العزة المنان، هي رحمةٌ للعالمين.

هناك من بعيد، حيثُ تختفي الأشباح في وقب الغسق، وهي خائفةٌ مرتعبة، من شعاع نور يظهر في غفلةٍ منها، ليفضح فعلها، ويكشف عن مكانها الموبوء، تلك الأشباح التي تحمل مرضها النفسي(فوبيا الحرية!)، لم تعُد تحتمل إقتراب شعاع النور منها، لأنها تعتقد أنهُ نارٌ ستحرقها إذا ما وصل إليها، تلكم الأشباح لا تستطيع أن تميز بين النورِ، الذي شعشع من ثورة الحسين، وبين النار التي تنفثها أفواهها. 

قال الحسين مخاطباً قتلته: عودوا إلى أحسابكم وأنسابكم، إن كنتم عرباً!؟.

لقد تشدق العرب كثيراً بأحسابهم وأنسابهم، لأن لا مفخرة لديهم غير هذه الترهات، يدَّعون الكرم والأخلاق الحميدة! ولكنه مجرد إدعاء، لقد فضحهم الحسين حياً وشهيداً؛ يحمل الأجانب من بني جوج وحام، القضية الحسينية، ويتنصل عنها العرب! وهم يدعون بأن الحسين عربي! منهم وأبن بنت نبيهم! لكنهم قتلوه، واليوم يعمدون إلى مطاردة وقتل محبيه في جميع أنحاء العالم.

بثت قناة صفا الألحادية المنافقة، فديو للمدعو طه الدليمي، وهي يسخر ويستهجن من الشعائر الحسينية، ثم يشتدُ بها الكلام، حتى يخزيه ربه حين يعلن براءته من الحسين!

لا عجب أن يصدر هذا الكلام من هذا الأحمق، ولكن العجب ما تفعله هذه الأيام العشرة في قلوب الناس، واللـ... أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالته.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53671
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13