اي نظرة موضوعية لحركة الحياة من خلال النظرة الموضوعية العقلانية للحضارة لاتضح لنا انها لا تضمحل ولا تموت ابدا فالحضارة هي الدليل على وجود الحياة على نمو الحياة وتطورها فالحضارة هي ثمرة وجود الحياة وهي الدليل على بقاء الحياة واستمرارها واتضح لنا كذلك بصورة واضحة وجلية بان الحضارة البشرية في تطور ونمو وتقدم وبشكل مستمر لم تتوقف او تتعثر بل تسير الى الامام الى السمو من مرحلة الى مرحلة وفي كل مرحلة تزداد سرعة وسمو
لا شك هناك من يرى خلاف ذلك وهذا موقف اصحاب النظرة القاصرة التي لا تتجاوز نفسه او الذين في قلوبهم مرض او اعداء الحياة الذي يخشى حركتها اي حضارتها لهذا يرى ان الحضارة البشرية آيلة الى نهاية غير حميدة اي آيلة الى السقوط الى الانهيار انها نظرة تشاؤمية نظرة سطحية غير عقلانية وهذه النظرة ولدت نتيجة لنفسية مريضة حاقدة لا ترى الا نفسها
فهؤلاء يعتبرون ما يحدث في الحياة من كوارث من غزوات واجتياحات وحشية وما يحدث من جرائم وخراب ودمار يؤدي الى انهيار الحضارة وبالتالي موتها
لا يدرون ان ما يحدث هو مخاضات جديدة قفزات في الحياة تحولات مهمة في الحياة دليل على نموها دليل على تقدمها وسموها وليس دليل على اضمحلالها وموتها
فاجتياح هولاكو للعراق في القرن الثالث عشر واجتياح دول الحلفاء للعراق في بداية القرن العشرين واجتياح التحالف الدولي للعراق في بداية القرن الحادي والعشرين كان بحق يقظة ونهضة للشعب العراقي ولشعوب المنطقة وقفزة رائدة في بناء الحياة
فظهور الدين الوهابي والحركات الوهابية الظلامية داعش القاعدة انصار السنة بوكوحرام وغيرها وتحكم عائلة ال سعود في المنطقة ونشر الظلام الوهابي وظهور النازية الهتلرية والفاشية من قبل هذا امر طبيعي ودليل على ان الانسانية تسير في طريق النمو والرقي فظهور مثل هذه الحركات وبدأ هذه الهجمات دليل على ان هناك قفزات حضارية وحركة تجديد وسمو في الحياة وان هذه الحركات والمجموعات تستهدف عرقلة تلك القفزات ووقف حركة التجديد والتغيير لكنها لا تدري انها تسرع في نهايتها وزوالها وتدفع الحياة الى الرق والسمو من حيث لا تدري
فالوجود مستمر في التطور والرقي والسمو بفضل المعجزة التي لا توصف وهو عقل الانسان بفضلها سمى الانسان فوق كل ما موجود واصبح سيده وكل ما فيه ملكه ومن اجله وفي خدمته واصبح للوجود قيمة واهمية واصبح كل ما موجود في هذا الوجود قيمة واهمية وانه هو الذي منح كل هذا الجمال وهذه القدسية على الوجود وكل ما في الوجود
فالانسان بفضل عقله اصبح ابن الله روح الله له القدرة على خلق وصنع اشياء قد لا نستطيع حتى تخيلها لو عندنا الى الانسان قبل الف سنة وقلنا له ما اكتشفه وما اخترعه الانسان الان لسخر وقال لنا انكم مجانين يا ترى ماذا يكتشف وماذا يخترع الانسان بعد الف سنة قادمة لا شك اشياء مذهلة
قل ما تتمناه وما تتخيله سيكتشف النجوم والكواكب المختلفة ويصبح الوصول اليها اسهل من الانتقال من غرفة الى غرفة في البيت الواحد وتلغى السيارات والطائرات ويصبح هذا الموبايل الذي في يدك هو وسيلة النقل مجرد تضغط احد ازراره وتحدد المكان الذي تريده تصل فورا اليه
يحاول الجهلاء والمتخلفين واليائسين والمتشائمين ان يريحوا انفسهم المتعبة ان يزرعوا الرعب والخوف من خلال ما يطرحوا من جهل وتخلف لزرع اليأس في نفوس عشاق الحياة ومن ثم الاستسلام للموت لان الحضارة الانسانية آيلة الى التلاشي والوزال وجهود وتضحيات عشاق الحياة لا معنى لها من خلال الاحتباس الحراري او اذابة الجليد وغيرها